وثبوت هذه الأمور فيمن تعلق به مقتضى الأخبار دال على تخصيصها بالأئمة الاثني عشر دون سائر العترة لأنها لم تثبت لأحد غيرهم ولا ادعيت له
فصل
قوله تعالى : (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ومما يدل على إمامتهم بعد اعتبار العصمة وإثبات النصوص وكونهم أفضل خلق الله تعالى وأكثرهم ثوابا عنده وتقدمهم بالفضل على أهل العصر في العلم والشجاعة والزهد والعبادة وظهور المعجز على أيديهم وبطلان مقال من ادعيت له الإمامة لغيرهم في زمانهم مع ثبوت أن الزمان لا يخلو من نبي أو إمام وأن الإمام يجب أن يكون عالما بجميع أحكام الشريعة ولم يحصل هذا لغيرهم إنهم خصوا بالعلوم من الله تعالى مثل جدهم لأنهم لم يدخلوا مكتبا ولا تعلموا من معلم ولا تلقنوا من راو واستغنوا عن أعدائهم واحتاج إليهم أولياؤهم فكانوا أعلم الأمة بجميع الأحكام دقيقة وجليلة وثبت حجتهم فيه على علماء مخالفيهم وظهر علومهم على أهل الأعصار وصح سلامتهم من النقص عند المعضلات والمعجز عند المشكلات فصار ذلك دلالة على صدقهم ومن ذلك نباهة قدرهم عند الولي والعدو ونزاهة أعراضهم من وصمة إليهم ثابتة أو متخرصة وبراءة ذممهم منها عند الكل وشهادة الجميع بضلال من قرفهم بشيء من القبائح مع كثرة أعدائهم وهذا برهان عصمتهم وكونهم حججا حبس الله تعالى الألسن من التخرص عليهم مع اجتهاد أعدائهم أولا وآخرا على إطفاء نورهم ومن ذلك دعواهم الإمامة في أنفسهم وكونهم حججا لا يسع أحد مخالفتهم وتدينهم بضلال المتقدم عليهم ومن اتبعه وظهور هذه الدعوى من شيعتهم فيهم وفيمن خالفهم وحمل حقوق الأموال إليهم وأخذ معالم الدين عنهم وذلك مقتض لصحة مقالهم إذ لو كانوا كاذبين بها لوجب الحكم بضلالهم ولا أحد من الأمة يعتد بقوله يذهب إلى ذلك فيهم ومن ذلك ظهور المعجزات على أيديهم مقترنة بدعواهم الإمامة بإجماع هذه الطائفة واتفاق بعض العامة وذلك كتواتر الناقلين لمعجزات الرسول ص يعلم ذلك من حالهم كل متأمل لنقلهم ومن ذلك ما حصل من تعظيمهم بعد الوفاة من المؤالف والمخالف وقصد مشاهدهم من أطراف البلاد والخضوع لتربتهم والتوسل إلى الله بحقهم في الخوف والرجاء للدنيا والآخرة وحصول ضد هذه القضية في المتغلبين عليهم قديما وحديثا مع علو سلطانهم وكثرة