أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وكفى قبحا ممن زعم أن التقرب إلى الله تعالى بطاعته ونبوة نبيه منسوخ ومن ادعى النسخ توهم أن الاستثناء منفصل ورأى إبطال الأجر في الآيات المذكورات وقال الكسائي هذا الاستثناء منقطع لأن المودة في القربى ليست من الأجر ويكون التقدير أذكركم المودة في قرابتي وقال الزجاج الاستثناء حقيقة ويكون معناه أجري المودة في القربى وإن لم يكن أجر ثم اختلف المفسرون في القربى فقال الحسن التقرب إلى الله بطاعته ولا دليل عليه وقال ابن عباس العرب كلها والخطاب بذلك بجميع المؤمنين من العرب والعجم قوله في أول الآية (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وقالوا قريش وفيهم المؤمن والكافر قوله (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) وقالوا علي وفاطمة وأولادهما وهو الصحيح دليلنا ما رواه أبو عبيد والزجاج والحسن وقتادة وابن جبير والثعلبي والواحدي والقشيري وغيرهم من المفسرين عن ابن عباس وأنس وأبي هريرة وأم سلمة أن الأنصار قالت أموالنا وأنفسنا بيد الله وقد هدانا الله على يديك وتنوبك نوائب وحقوق وليست عندك لها سعة وهذا تنفقه وائتوا إليه بثمان مائة دينار فنزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) يعني على الإيمان والقرآن جعلا ولا رزقا (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) إلا أن تحبوني وتحبوا أهل بيتي وأقربائي وفي رواية إلا أن تودوا قرابتي وتحفظوني فيهم رواه سعيد بن جبير وعمر بن شعيب وعلي بن الحسين وأبو جعفر وأبو عبد الله ع ثم شرح القربى بِمَا رَوَاهُ الْوَاحِدِيُّ فِي الْبَسِيطِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَشَاهْفُورُ فِي تَاجِ التَّرَاجِمِ وَأَبُو تُرَابٍ فِي الْحَدَائِقِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُحَدِّثِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ جُبَيْرٍ وَمُقَاتِلٍ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي صَالِحٍ وَالْأَعْمَشِ وَأَبِي مَالِكٍ وَسَالِمِ بْنِ سَعِيدٍ وَالْكَلْبِيِّ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرَنَا بِمَوَدَّتِهِمْ قَالَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَأَوْلَادُهُمَا وَفِي رِوَايَةٍ وَوَلَدَيْهِمَا. وَفِي تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ وَفَضَائِلِ أَحْمَدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ قَالَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَابْنَاهُمَا. وراوي هذين الخبرين ابن عباس وهو أحد الأقرباء يوضح ما ذكرناه مَا رَوَى عُلَمَاؤُهُمْ مِثْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ وَعَطِيَّةَ عَنِ الْخُدْرِيِّ وَالسُّدِّيِّ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ قَوْلُهُ (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دَعَا النَّبِيُّ ص فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْجَعْفَرَيْنِ ع.
قوله سبحانه :
(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قالوا إلياسين يعنون إلياس ومن معه قال نافع