إلا إذا جعل في أفواهها.
قوله سبحانه :
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) وقوله (اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) وقوله (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) أي إنه يوسع الرزق لمن يشاء على حسب ما يعلم من مصلحته ومصلحة غيره (وَيَقْدِرُ) أي يضيق و (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) هو الزيادة فيه قدر الكفاية والقدر تضييقه على قدر الكفاية.
قوله سبحانه :
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ) أي من كان يريد المنافع العاجلة في الدنيا عجلنا له فيها القدر الذي نريده لمن نريد لا على قدر ما يريدونه لأن ما يريدونه ربما كان فيه مفسدة لا يجوز إعطاؤهم إياه ثم بين أنه إذا أعطاهم ما طلبوه عاجلا جعل لهم جهنم جزاء على معاصيهم وكفرهم.
قوله سبحانه :
(قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) احتجاجا منهم في منع الحقوق بأن يقولوا كيف نطعم من الله تعالى قادر على إطعامه ولو شاء الله أطعمه فإذا لم يطعمه دل على أنه لا يشاء إطعامه فنحن إذا أحق بذلك وذهب عليهم أن الله تعالى تعبد بذلك لما هم فيه من المصلحة واللطف في فعل الواجبات وترك المحرمات ولذلك كلفهم الله إطعام غيرهم.
قوله سبحانه :
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) شرط الله في هذه الآية أن من أراد الدنيا دون الآخرة فإن الله موفيه جزاء عمله فيها لا يبخسهم شيئا منه وقال الضحاك ومجاهد (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) أي يعطي سائلا ما سأله أو يرحم مضطرا وغير ذلك من أفعال الخير فإن الله تعالى يعجل له جزاء عمله في الدنيا بتوسع الرزق وإقرار العين بما حول ودفع مكاره الدنيا وقال الجبائي الغزو مع النبي ص دون ثواب الآخرة وأمر الله نبيه أن يوفيهم قسمهم.