عن محمد بن كعب القرظى ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شىء فينفروا عنه فأنزل الله عليه والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى فقرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى اذا بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ألقى عليه الشيطان كلمتين تلك الغرائقة العلى وان شفاعتهن لترجى فتكلم بهائم مضى فقرأ السورة كلها فسجد فى آخر السورة وسجد القوم جميعا معه ورفع الوليد بن المغيرة ترابا الى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبير الا يقدر على السجود فرضوا بما تكلم به وقالوا قد عرفنا أن الله يحيى ويميت وهو الذى يخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده اذ جعلت لها نصيبا فنحن معك قالا فلما أمسى أتاه جبرائيل عليهماالسلام فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال ما جئتك بهاتين فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله اليه وان كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا اليك لتفترى علينا غيره الى قوله ثم لا تجد لك علينا نصيرا فما زال مغموما مهموما حتى نزلت عليه وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا اذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم قال فسمع من كان من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلهم فرجعوا الى عشائرهم وقالوا هم أحب الينا فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان
* * *
لقد بيّنّا زيف هذه الاسطورة السخيفة بتفصيل واف في الجزء الثاني من أحاديث امّ المؤمنين عائشة بما بهرج الباطل وأزاحه ، وأظهر الحق وأجلاه. فقد برهنا ـ مثلا ـ أنّ أسانيد الاسطورة تنتهي إلى كلّ من :
أ ـ عبد الله بن عباس ، ولد في السنة الثالثة قبل هجرة الرسول (ص) إلى المدينة.
ب ـ أبي العالية رفيع بن مهران ؛ أسلم بعد وفاة رسول الله (ص) بسنتين ويعد من الطبقة الثانية من التابعين (ت : ٩٠ أو ٩٣ أو ١١٠ أو ١٢٦ ه).
ج ـ عبد الرّحمن بن الحارث ؛ ولد في عصر عمر (ت : ٩٤ ه).
د ـ أبي الحجّاج ، مجاهد بن جبر المكي ، ولد سنة ٢١ ه (ت : ١٠٣ أو ١٠٤ أو ١٠٥ ه).