فقال (ص) : ما بي ما تقولون وما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشّرف فيكم ولا الملك ، ولكن الله بعثني إليكم رسولا فبلّغتكم رسالة ربّي ؛ فإن تقبلوا فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردّوه عليّ أصبر حتى يحكم الله بيني وبينكم.
فقالوا : فإن كنت غير قابل ما عرضنا عليك فسل ربّك فليسيّر عنا هذه الجبال الّتي ضيقت علينا ويبسط بلادنا ويفجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا وفيهم قصي فنسألهم عمّا تقول ، فإن صدّقوك صدّقناك وعرفنا انّه بعثك بالحق رسولا كما تقول.
فأجابهم بالجواب الأوّل.
فقالوا : فإن لم تفعل هذا فسل ربّك يبعث ملكا يصدّقك ويجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضّة ، فإنّك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس.
وقالوا في ما قالوا له : لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا. فقام عنهم فقال له عبد الله بن أبي اميّة : لا أؤمن لك حتى ترقى إلى السماء وأنا أنظر وتأتي معك بنسخة منشورة وأربعة من الملائكة يشهدون لك ، ولو فعلت ذلك لظننت أن لا اصدقك ، فأنزل الله تعالى فيهم :
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ... وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (الإسراء / ٨٨ ـ ٩٠).
ه ـ في ذمّ العاص بن وائل وأبي جهل وغيرهما من عتاة قريش لما أتوا بعظم حائل أمام الرسول (ص) فذروه في الريح وقالوا : (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) أنزل الله فيهم (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ ...) (يس / ٧٨).
و ـ في العاص بن وائل عند ما شنأ رسول الله (ص) ، بعد وفاة ابنه القاسم