إلّا بشهادة اثنين ، ووجدوا (لقد جاءكم رسول ...) في آخر سورة براءة عند خزيمة ، ولم يجدوها عند غيره فكتبوها ؛ لأنّ الرسول (ص) جعل شهادته بشهادة رجلين.
وأنّ زيدا قال : فقدنا آية من الأحزاب حتى نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله (ص) يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) الآية / ٢٣ ، فألحقناها بها.
أو أنّهم على عهد عثمان ربّما اختلفوا في كتابة آية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله (ص) ، ولعلّه يكون غائبا في بعض البوادي ، فيكتبون ما قبلها وما بعدها ويدعون موضعها حتى يجيء أو يرسل إليه فيأخذونها منه.
لست أدري ، كيف رووا في ما وصفوه بالصحيح كلّ ذلك؟ أو لم يكن في المدينة من الصحابة أمثال عبد الله بن عمرو الّذي أراد أن يقرأ القرآن بصلاة الليل ليلة واحدة ، فنهاه الرسول (ص) عن ذلك! وأين كان عنهم الإمام عليّ ومصحفه الّذي جمعه من بيت الرسول (ص) ، وعبد الله بن مسعود الّذي كان يملي القرآن عن ظهر قلب وله مصحف لم يسلّمه لوزعة الخليفة عند ما أرادوا حرق المصاحف؟ وأين كان عنهم آلاف القرّاء الذين كانوا قد جمعوا القرآن على عهد الرسول (ص) ممّن ذكرنا أسماء بعضهم في ما سبق؟ وأ لم يكن زيد بن ثابت نفسه ممّن جمع القرآن على عهد الرسول (ص) وكان قد حفظ من القرآن قبل هجرة الرسول (ص) إلى المدينة سبعا وثلاثين سورة؟
لست أدري كيف يروون ما رووا وقد كان في البصرة وحدها على عهد الخليفة عمر ثلاثمائة قارئ ممّن جمع القرآن ، وكان في الشام من الصحابة من يملي القرآن على ألف وستمائة متعلّم؟
وأخيرا كيف يروون أنّ بعض آيات القرآن لم يجدوها عند غير خزيمة