عام (١) وخصوصات (٢) ، وقد خصّص (٣) ببعضها (٤) ، كان اللازم ملاحظة النسبة بينه وبين سائر الخصوصات بعد تخصيصه به ، فربما تنقلب النسبة (٥) إلى عموم وخصوص من وجه ، فلا بد من رعاية هذه النسبة (٦) وتقديم (٧) الراجح منه (٨) ومنها أو التخيير (٩) بينه وبينها لو لم يكن هناك راجح لا تقديمها (١٠) عليه ؛ إلّا إذا كانت النسبة ...
______________________________________________________
(١) مثل : أكرم العلماء.
(٢) نحو : لا تكرم فساقهم ولا تكرم النحويين.
(٣) أي العام.
(٤) الخصوصات نحو : لا تكرم فساقهم ، فكان اللازم ملاحظة النسبة بين العام وبين سائر الخصوصات نحو : «لا تكرم النحويين» بعد تخصيص العام بالخاص الأول.
(٥) التي كانت بين العام والخاص الثاني «إلى عموم وخصوص من وجه» بعد ما كانت عموما وخصوصا مطلقا. فقوله : «فربما تنقلب النسبة» متفرع على الملاحظة المزبورة ، يعني : قد توجب هذه الملاحظة انقلاب النسبة من العموم والخصوص المطلق إلى الخصوص من وجه ، فلا بد من مراعاة هذه النسبة الجديدة بترتيب أحكامها من الأخذ بالراجح منهما إن كان وإلا فالتخيير.
(٦) أي : نسبة العموم والخصوص من وجه التي انقلبت إليها النسبة السابقة.
(٧) عطف على «رعاية» ومفسر لها.
(٨) أي : من العام المخصص ومن سائر الخصوصات.
(٩) عطف على «تقديم» يعني : لا بد من رعاية هذه النسبة بتقديم الراجح من العام المخصص وسائر الخصوصات إن كان هناك راجح ، أو التخيير بينهما إن لم يكن هناك راجح. وضمير «بينه» راجع إلى العام المخصص ، وضمير «بينها» راجع إلى «سائر الخصوصات».
(١٠) عطف على «ملاحظة» يعني : كان اللازم ملاحظة النسبة ... لا تقديمها ـ أي : لا تقديم الخصوصات على العام ـ كما يقول به غير الفاضل النراقي «قدسسره» ؛ إلّا إذا كانت النسبة التي كانت قبل التخصيص محفوظة بعده ولم تنقلب إلى نسبة أخرى ، فإن انقلبت إليها كان اللازم مراعاة النسبة المنقلبة.
ومثال محفوظية النسبة ـ وعدم انقلابها بعد تخصيص العام بأحد الخاصين ـ ما إذا ورد : «أكرم الشعراء ، ولا تكرم الشعراء البصريين ، ولا تكرم الشعراء الكوفيين» ، فإن تخصيص العام ب «لا تكرم الشعراء البصريين» لا يوجب انقلاب نسبة العموم المطلق إلى