فيقال فيه : الشيعة الإمامية مسلمون مؤمنون لما مرّ من بيان ما لهم من الأحوال في أوائل الكتاب ، وما اعتقدوه من الاعتراف لله بالوحدانية ، ولنبيّه محمّد ابن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة ، وتصديقهم له صلىاللهعليهوآلهوسلم بكلّ ما جاء به من عند الله ، وما رماهم به الآلوسي من الكفر والضلال لم ينبعث إلاّ عن ضلاله لثبوت انحرافه عن القرآن وعن أعداله أئمة الدين من آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وموالاته لبغاة صين وأمثالهم من الناكثين والمارقين من أعداء أهل البيت عليهمالسلام كما مرّ عليك بيانه مفصلا.
ثالثا : قوله : « بل الحق الحقيق أن أهل السنة هم أتباع أهل البيت عليهمالسلام ».
فيقال فيه : لا يصح للآلوسي أن يقول هذا القول وهو يعتقد بوجوب إتباع ما قامت عليه السّقيفة من عقد البيعة لغير أهل البيت عليهالسلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ويرى من الواجب على إمام الشيعة الإمامية وسيّد أهل البيت عليهمالسلام متابعة المستخلفين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنه ليس له عليهالسلام ولا لغيره من أهل البيت عليهمالسلام أن يخالفوا لهم أمرا ، أو ينقضوا لهم حكما ، أو يعارضوهم فيما يفعلون ، فهل يا ترى من شرط التابع أن يكون متبوعا لمن يدّعي أنه تابع له؟ أو من شرطه أن يكون مطيعا لمن ثبتت إطاعته عليه؟ وما أدري وليتني كنت أدري كيف صار من الحق الحقيق أن خصوم الشيعة صاروا من أتباع أهل البيت عليهمالسلام أترى أنهم صاروا من أتباعهم عليهمالسلام بإعطائهم الأجر والثواب لمن قاتل سيّد أهل البيت عليهمالسلام عليّا عليهالسلام بصفين والجمل والنهروان؟ أو يا هل ترى صاروا من أتباعهم عليهمالسلام في أخذ أحكامهم من طريق سمرة بن جندب الخارجي (١) ، الّذي قتل الألوف من أصحاب عليّ عليهالسلام أو من مروان بن الحكم الوزغ بن الوزغ (٢) طريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو من حريز بن عثمان الذي كان يسبّ
__________________
(١) تجده في ( ص : ٤٨٤ ) من الإستيعاب لابن عبد البر من جزئه الثاني ، و ( ص : ٣ ) من منهاج السنّة لابن تيمية من جزئه الثالث ، ويقول أحمد بن حنبل في : ( ص : ٢٥ ) من مسنده من جزئه الأول : أن سمرة بن جندب ، أحد ولاة معاوية ، وأمره في سفك دماء المؤمنين مشهور ، كان يبيع الخمر أيام عمر ، وكان عمر يقول : قاتل الله سمرة بن جندب أنه باع خمرا.
(٢) أخرج الحاكم في صحيح مستدركه ( ص : ٤٧٩ ) من جزئه الرابع : أنه كان لا يولد لأحد مولود إلاّ أتي