المؤلف : أولا : قوله : « إني تارك فيكم الثقلين ».
فيقال فيه : إن الآلوسي قد خان في نقل الحديث : ( ومن لا أمانة له لا دين له ) فإنه أسقط ما في آخر الحديث من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( وقد أنبأني اللّطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم ) على ما (١) سجّل ذلك ابن حجر الهيتمي في حديث صحيح من صواعقه ص : (١٤٨) في الفصل الأول في فضائل أهل البيت النبويّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الباب الحادي عشر ، وأنه وارد عن نيف وعشرين صحابيا بألفاظ مختلفة ، منها :
( إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيته ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ).
ومنها : ( إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللّطيف الخبير أخبرني أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بم تخلفوني فيهما ).
ومنها : ( إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن تبعتموهما ) إلى آخر الحديث.
وهو يدل بصراحة على عدم مفارقة العترة لكتاب الله ما دامت الدنيا ، ويعني ذلك وجود من تجب طاعته كالقرآن من رجل من أهل البيت عليهمالسلام في كلّ زمان ، وإذا كان كذلك وجب أن يكون معصوما ، لأن القرآن معصوم فكذلك من لا يفارقه أبدا مطلقا يكون معصوما وتلك قضية قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) وهذا ما يقتضي خروج من لم يكن مقارنا لكتاب الله وكان مفارقا له بتمامه من أولاد العباس عن العترة المعنيّة في منطوق الحديث ومفهومه لثبوت
__________________
(١) من الطبعة الجديدة التي كانت سنة ١٣٧٥ ه.