قال الآلوسي ص : (٧١) : « إن الأنبياء أفضل من جميع خلق الله ... وهذا هو مذهب أهل الحق وجميع فرق الإسلام إلاّ المعتزلة في الملائكة المقرّبين ، والإمامية في الأئمة الأطهار ، ولهم في ذلك تنازع وتخالف ، وأكثرهم أجمعوا على أن الأمير أفضل من غير أولي العزم ، وليس بأفضل من خاتم النبيّين ، وأما غيره من سائر أولي العزم فقد توقف فيه بعضهم كابن المطهر ، ويعتقد بعضهم أنه مساو لهم.
ثم أورد رواية وعزاها إلى الكليني (رض) وفيها الحكم بضلالة من قال بأفضلية الأئمة من الأنبياء عليهمالسلام.
وقال : « والقرآن يدل على أن جميع الأنبياء أفضل من جميع العالم ، والعقل يدل صريحا على أن جعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم واجب الإطاعة وحاكما على الإطلاق والإمام نائبا وتابعا له لا يعقل بدون أفضلية النبيّ عليه ولمّا كان هذا المعنى موجودا في حقّ كلّ نبيّ ومفقودا في حقّ كلّ إمام لم يكن إمام أفضل من نبيّ أصلا بل يستحيل ، لأن النبيّ متوسط بين العبد والرب في إيصال الفيضان إليهم ، فمن يستفيض منه لو كان أفضل منه أو مساو له لزم أن يكون أرفع منه في إيصال الفيض ، ومتمسك الإمامية في هذا الباب عدّة شبهات واهية ناشئة من عدة أخبار أثبتها متقدموهم فحكموا بموجبها.
ثم أخذ يكثر من الكلام ويزعم معارضة أخبار الإمامية بعضها لبعض ، إلى أن قال : « ولنذكر شبهاتهم ونبيّن عدم دلالتها ».
الأولى : أن الأئمة كانوا أزيد من الأنبياء عليهمالسلام علما فكانوا أفضل منهم رتبة ، لأن الله تعالى يقول : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [ الزمر : ٩ ] وقد روى الراوندي عن الصّادق عليهالسلام قال : إنّ الله فضّل أولي العزم من الرسل