على الأنبياء بالعلم فورثنا علمهم ، ففضلنا عليهم بعلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مما لا يعلمون وعلمنا علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والجواب عن هذه الشبهة : بأن هذا الخبر بعد تسليم صحته يدل على زيادة الأئمة في العلم واستيعابهم علوم المرسلين ، لأن المتأخر يكون مطّلعا على علوم المتقدم وناظرا فيه فيحيط بعلمه بخلاف المعاصر والمتقدم ، فإن لا يمكن له ذلك.
ثم مثل بأئمة النحو من المتقدمين منهم والمتأخرين ، وأن وقوف المتقدم في البابين على العلمين بالأصالة فضيلة لا يسبقها من تأخر عنهما سلمنا ، ولكن لا يلزم كثرة العلم الثواب ، ومدار الفضل عند الله على كثرة الثواب لا على كثرة العلم ، وإلاّ فيلزم تفضيل الخضر على موسى عليهالسلام وهو خلاف الإجماع ، والدليل على هذا المدّعى أن كل نبيّ لو لم يكن العلم الّذي عليه مدار الإعتقاد والعمل حاصلا له بوجه أتم كيف يخرج عن عهدة التبليغ ، ومع قطع النظر عن هذه الأمور كلّها لا يذهب عليك من الخلل والفساد في الخبر ، فإن توريث الأئمة علم الأنبياء عليهمالسلام وتفضيلهم عليهم بذلك التوريث كما ذكر فيها يلزم منه أن يكون الأئمة أفضل من نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ وجه التوريث وهو توريث العلم ثابت هاهنا وهو فاسد البتة بالإجماع ».
المؤلف : أولا : قوله : « ولكنهم أجمعوا على أن الأمير أفضل من غير أولي العزم ».
فيقال فيه : قد أدلينا عليك فيما مرّ أنّ عليّا أمير المؤمنين عليهالسلام أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام إلاّ خاتم النبيّين محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص آية المباهلة ، ونصّ الحديث المقبول عند الفريقين الّذي لا يشك فيه إلاّ آثم قلبه ، وأما ما عليه أهل السّقيفة وأتباعهم فإنهم يفضلون المستخلفين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على من فضّله الله تعالى على جميع الأنبياء عليهمالسلام.
كأنهم يرون أنفسهم أعلم من الله بالأفضل عنده ، فأيهما يا ترى أهدى سبيلا الّذين اتّبعوا كتاب الله وعملوا بنصوص آياته ونيّر بيّناته وتلوا نصوص نبيّهم صلىاللهعليهوآلهوسلم مقتفين في ذلك أثره ـ وهم الشيعة الإثنا عشرية ـ أم الّذين ضربوا الكتاب عرض