النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعدم الفائدة حينئذ فيها ، إذا كان كلّ ما يرتكبه الإنسان بنفسه أو بالآخرين خارجا عن مشيئته ، وأنه يقع إن شاء أو أبى وكان أمر الله ـ في ذلك ـ قدرا مقدورا ، والقول بذلك كفر صريح نعوذ بالله منه.
فالآلوسي بهذا المنطق المفلوج والبرهان المعكوس يحاول عبثا أن يعطي بغاة صفين وغيرهم من الخارجين على عليّ عليهالسلام صفة المحبة له ، والقيام بفضله خشية أن يدخل الفريقان المقاتلان له عليهالسلام والمستحلاّن دمه في قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما تقدم ذكره : ( يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي ) وفي القرآن : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ) [ النساء : ١٤٥ ] ويقول الكتاب : ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) [ المائدة : ٣٣ ].
فكلّ هذه الأحاديث الصحيحة المسجلة في صحاح أهل السنّة ، وكلّ هذه الآيات الكريمة في القرآن دعت الشيعة الإمامية إلى الانحراف عن المقاتلين عليّا عليهالسلام والإعتقاد فيهم غير ما يعتقده فيهم أعداء عليّ وبنيه عليهمالسلام إذ لا يجوز للشيعة وهم مسلمون مؤمنون أن يخالفوا الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويكونوا حربا لله وحربا لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويريدوا غير ما يريدان ـ كما فعل ذلك الآلوسي ـ ، ويؤكد عقيدتهم في الفئة الباغية من أهل صفين قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله فقد كفر ) (١) وقد ثبت بالتواتر القطعي أن رئيس الفئة الباغية معاوية وأصحابه قد سبّوا عليّا عليهالسلام على المنابر والمنائر في الجوامع والمجامع من سنة سبع وثلاثين من الهجرة إلى سنة تسع
__________________
(١) أخرجه السيوطي في جامعه الصغير ( ص : ١٤٧ ) من جزئه الثاني وصححه ، والحاكم في مستدركه ، والذهبي في تلخيصه وصححاه على شرط البخاري ومسلم في ( ص : ١٢١ ) من جزئه الثالث ، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمل بهامش الجزء الخامس عن مسند أحمد في باب فضائل عليّ عليهالسلام وغير هؤلاء من حفاظ أهل السنة.