عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « زَوَّجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ يَلِي أَمْرَهَا ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ ، الْحَلِيمِ الْغَفَّارِ ، الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ، الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ ، سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ ، وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (١) ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ ، وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً ( مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ) (٢) وَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَن
__________________
الكافي ، ح ٦٠١٣ رواية عليّ بن محمّد ـ وهو ابن بندار ـ عن أحمد بن محمّد ـ وهو ابن خالد البرقي ـ عن محمّد بن عليّ عن عبد الرحمن بن محمّد الأسدي. ومحمّد بن عليّ هذا أخرجه أحمد بن محمّد بن عيسى عن قمّ لاشتهاره بالغلوّ كما في رجال النجاشي ، ص ٣٣٢ ، الرقم ٨٩٤ والرجال لابن الغضائري ، ص ٩٤ ، الرقم ١٣٤ ، فيبعد جدّاً رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه.
وهذا لا يعني أنّ الصفّار أطلق أحمد بن محمّد في هذه الأسناد وأراد منه أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فإنّ هذا خلاف ظاهر سياق الكتاب ، بل الظاهر أنّه راجع بعض المصادر ورأى فيه رواية أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ ، أو اسماعيل بن مهران فتخيّل كونه ابن عيسى وذكر روايته في كتابه من دون التفات ، وتفصيل الكلام حول هذا الأمر أي الأخذ بالتوسّط لا يسعه المقام.
ويؤيّد ذلك ما ورد في نفس البصائر ، ص ٣٠١ ، ح ١ ، من رواية أحمد بن محمّد عن البرقي عن إسماعيل بن مهران.
هذا بالنسبة إلى ما ورد في بصائر الدرجات ، وأمّا ما ورد في مختصر البصائر ؛ فإنّه سند غريب لا يمكن الاعتماد عليه ؛ فإنّه غير مأمون من التحريف.
فتحصّل من جميع ما مرّ أنّه لا يمكن إثبات رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن إسماعيل بن مهران ، كما أنّه لم يثبت روايته عن ابن العرزمي. لكن لا ينحصر رفع الإبهام عن ما نحن فيه بالقول بزيادة « بن عيسى » في سند الحديث الأوّل ، بل احتمال اشتباه المصنّف قدسسره في تطبيق روايات أحمد أو أحمد بن محمّد المراد منه أحمد بن محمّد بن خالد ، على أحمد بن محمّد بن عيسى ـ كما أشرنا إليه ذيل أسناد البصائر ـ احتمال جدّي لا يمكن رفع اليد عنه. فعليه الظاهر أنّ المراد من أحمد بن محمّد وأحمد في السند الثاني إلى الرابع هو أحمد بن محمّد بن خالد ويروي عنه في جميع هذه الأسناد عدّة من أصحابنا.
(١) « سارب بالنهار » أي ظاهر بالنهار في سِرْبه ، أي طريقه. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ( سرب ).
(٢) هكذا في المصحف الآية ١٧٨ من سورة الأعراف (٧) و « ن ، بن ». وفي « م ، بح ، جد ، جت » : « من يهدي اللهفهو المهتدي ». وفي « بخ » : « من يهدي الله فقد اهتدى ». وفي « بف » وحاشية « بخ » والوافي : « من يهده الله فقد اهتدى ». وفي حاشية « جت » : « من يهده الله فهو المهتدي ». وفي المطبوع : « من يهدي الله فهو المهتد ».