النشاط ، فإنّ الحاذق يعمل بنشاط وطيب قلب. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو : فرهين. وهو أبلغ.
(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ * وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) ثمّ وصفهم بالوصف الموضح لإسرافهم بقوله. واستعير طاعة الآمر المطاع لامتثال الأمر وارتسامه ، أو جعل الأمر مطاعا على المجاز الحكمي ، والمراد الآمر.
ومنه قولهم : لك عليّ إمرة مطاعة ، وقوله تعالى : (وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (١).
وحقيقة المعنى : أطيعوني فيما آمركم به ، ولا تطيعوا رؤساءكم المتجاوزين عن الحقّ.
(الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) عطفه على «يفسدون» دلالة على خلوص فسادهم. يعني : أنّ حالهم ليس كحال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح ، بل موصوفون بمحض الفساد والفساد المحض. وهم سبعة رهط من ثمود الّذين عقروا الناقة.
(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) الّذين سحروا كثيرا مرّة بعد اخرى حتّى غلب على عقلهم ، فصاروا لا يدرون ما يقولون. او من ذوي السّحر ، وهو الرئة ، أي : من الأناسيّ الّذين يحتاجون إلى الطعام والشراب. فيكون (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) تأكيدا له.
(فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعوة النبوّة. روي : أنّهم قالوا : نريد ناقة عشراء (٢) ، تخرج من هذه الصخرة ، فتلد سقبا. فقعد صالح يتفكّر ، فقال له جبرئيل : صلّ ركعتين ، وسل ربّك الناقة. ففعل ، فخرجت الناقة وبركت بين
__________________
(١) طه : ٩٠.
(٢) العشراء : الناقة التي مضى لحملها عشرة أشهر. والسقب : الذكر من ولد الناقة.