ثلاثة أيّام طاهراً ثمّ رأت الدم بعد ذلك ، أتُمسِك عن الصلاة؟ قال : «لا ، هذه مُستحاضة ، تغتسل وتستدخل قطنة بعد قطنة ، وتجمع بين صلاتين بغُسل ، ويأتيها زوجها إن أراد» (١).
وموثّقة أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، قال في آخرها : «فإذا تمّت ثلاثون يوماً فرأت دماً صبيباً اغتسلت واستثفرت واحتشت بالكرسف في وقت كلّ صلاة ، فإذا رأت صفرة توضّأت» (٢).
ورواية إسماعيل الجعفي ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : «المستحاضة تقعد أيّام قرئها ، ثمّ تحتاط بيوم أو يومين ، فإن هي رأت طهراً اغتسلت ، وإن هي لم ترَ طهراً اغتسلت واحتشت ، فلا تزال تصلّي بذلك الغسل حتّى يظهر الدم على الكرسف ، فإن ظهر أعادت الغسل وأعادت الكرسف» (٣) لا دلالة فيها على أنّ تغيير القطنة لعدم العفو عن تلك النجاسة ، خصوصاً بعنوان العموم ، بل لا دلالة فيها على التبديل أصلاً ، ولعلّ المراد من استدخال القطنة بعد القطنة اعتبار حال الاستحاضة ومعرفة أقسامها وأحكامها.
وعلى فرض التسليم فلعلّه من جهة حفظه عن السيلان بين الصلاة ، فالمعيار تقليل حالته الحدثية أو غير ذلك.
مع أنّه سيجيء أنّ نجاسة ما لا تتمّ فيه الصلاة معفوّة أيّة نجاسة كانت ، فاستثناء قطنة المستحاضة إما مستثناة من ذلك بخصوصها لو سلّم شمول الدليل لها ، أو حكم بخصوصه ثبت من دليل خاص (أو عدم) (٤) العفو ليس من جهة خصوصيّة نجاسة دم الاستحاضة ، بل لبعض ما ذكرنا.
__________________
(١) الكافي ٣ : ٩٠ ح ٦ ، التهذيب ١ : ١٧٠ ح ٤٨٦ ، الوسائل ٢ : ٦٠٤ أبواب الاستحاضة ب ١ ح ٣.
(٢) التهذيب ١ : ٣٨٠ ح ١١٨٠ ، الاستبصار ١ : ١٣٢ ح ٤٥٤ ، الوسائل ٢ : ٥٤٥ أبواب الحيض ب ٦ ح ٣.
(٣) التهذيب ١ : ١٧١ ح ٤٨٨ ، الاستبصار ١ : ١٤٩ ح ٥١٢ ، الوسائل ٢ : ٦٠٧ أبواب الاستحاضة ب ١ ح ١٠.
(٤) في «ص» : لعدم.