بالعين المهملة والنون ، بدل «غير الشمس».
لكنّها لا تصلح لمعارضة صحيحة زرارة وغيرها ممّا دلّ على أنّ الأرض تطهر بجفافها بالشمس ، لقصورها عن المكافئة ، خصوصا مع ما في هذه الموثّقة من اضطراب المتن.
واستدلّ لهذا القول أيضا بصحيحة محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، قال :سألته عن الأرض والسطح يصيبه البول وما أشبهه هل تطهّره الشمس من غير ماء؟ قال : «كيف تطهر من غير ماء!؟» (١).
وفيه : أنّه يستشعر من السؤال معروفيّة مطهّريّة الشمس إجمالا لدى السائل ، ولكنّه احتمل كون إشراق الشمس عليه ولو بعد الجفاف موجبا لطهارته ، كما هو المغروس في أذهان كثير من العوام ، فسأل عن أنّه هل تطهّره الشمس من غير ماء؟ أي مع جفافه ، فتعجّب منه الإمام عليهالسلام.
ولو سلّم ظهورها في المدّعى ، فحالها حال الموثّقة المتقدّمة (٢) في عدم صلاحيتها لمعارضة ما عرفت ، فإنّها ـ مع ما فيها من الإضمار وموافقتها لمذهب جماعة من العامّة على ما قيل (٣) ، وقبولها للتوجيهات القريبة التي منها ما تقدّمت الإشارة إليه ـ قاصرة عن مكافئة صحيحة زرارة ورواية أبي بكر المتقدّمتين (٤) المصرّحتين بسببيّة إشراق الشمس للطهارة ، المعتضدتين بالشهرة والفقه
__________________
(١) التهذيب ١ : ٢٧٣ / ٨٠٥ ، الإستبصار ١ : ١٩٣ / ٦٧٨ ، الوسائل ، الباب ٢٩ من أبواب النجاسات ، ح ٧.
(٢) في ص ٢٦٩.
(٣) القائل هو الشيخ الحر العاملي في ذيل ح ٧ من الباب ٢٩ من أبواب النجاسات.
(٤) في ص ٢٦٦ و ٢٦٨.