ينبع (١) من كلّ وجه ثلاث أعين. تسيل كلّ عين في جدول إلى سبط. وكانوا ستّمائة ألف وسعة العسكر اثنا عشر ميلا.
أو حجرا أهبطه آدم من الجنّة. فتوارثوه حتّى وقع إلى شعيب. فدفعه إليه مع العصا.
أو الحجر الّذي وضع عليه ثوبه حين اغتسل إذ رموه بالأدرة. ففرّ (٢) به. فقال له جبرئيل : يقول الله تعالى : ارفع هذا (٣) الحجر. فإن لي فيه قدرة ولك معجزة. فحمله في مخلاته.
وقيل : كانت حجرة فيها اثنتا عشرة حفرة وكان الحجرة من الكران وهي حجارة رخوة كأنّها مدرة. وكان يخرج من كل حفرة عين ماء عذب فرات ، فيأخذونه. فإذا فرغوا وأراد موسى حمله ، ضربه بعصاه ، فيذهب الماء.
أو للجنس ، أي : اضرب الشيء الّذي يقال له الحجر.
قال الحسن : وهذا أظهر في الحجّة. وأبين في القدرة.
روى أنّهم قالوا : كيف بنا لو أفضينا إلى أرض ليست فيها حجارة. فحمل حجرا في مخلاته. فحيثما نزلوا ، ألقاه. وكان يضربه بعصاه ، فينفجر. ويضربه بها ، فييبس.
فقالوا : إن فقد موسى عصاه متنا عطشا.
فأوحى الله إليه : لا تقرع الحجارة. وكلّمها تعطك. لعلّهم يعتبرون.
وروي أنّه كان ذراعا في ذراع.
وروى أنّه كان على شكل رأس الإنسان. والعصا كانت عشرة أذرع على طول موسى ، من آس الجنّة. وله شعبتان تتّقدان في الظّلمة (٤).
[وفي مجمع البيان : (٥) وعن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : ثلاثة أحجار من الجنّة : مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل والحجر الأسود].(٦)
(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) :
__________________
(١) أ : يتبع.
(٢) أ : ففسر.
(٣) أ : إليّ هذا.
(٤) توجد الفقرات الماضية في الكشاف ١ / ١٤٤ ، مجمع البيان ١ / ١٢٠ ـ ١٢١ وأنوار التنزيل ١ / ٥٨.
(٥) مجمع البيان ١ / ٢٠٣.
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.