«الانفجار» : الانشقاق. والانبجاس أضيق منه. فيكون أوّلا انبجاس ، ثمّ يصير انفجارا. أو الانبجاس عند الحاجة إليه. والانفجار عند الاحتياج إليه. أو الانبجاس عند الحمل. والانفجار عند الوضع. فلا منافاة بينه وبين ما ذكر في سورة الأعراف (١) : «فانبجست».
والجملة جواب شرط محذوف. تقديره : فإن ضربت ، فقد انفجرت. أو معطوفة على محذوفة. تقديره : فضرب ، فانفجرت ، كما مرّ في قوله (فَتابَ عَلَيْكُمْ) وقرئ عشرة (بكسر الشّين وفتحها). وهما لغتان.
(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) : كلّ سبط ، (مَشْرَبَهُمْ) : عينهم الّتي يشربون منها.
(كُلُوا وَاشْرَبُوا) ، على تقدير القول ، أي : وقلنا لهم.
(مِنْ رِزْقِ اللهِ) : يريد به ما رزقهم الله ، من المنّ والسّلوى وماء العيون. وقيل : الماء وحده. لأنّه شرب. ويؤكل ما ينبت به (٢).
[وفي كتاب الاحتجاج ، للطّبرسيّ (ره): (٣) روى موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ ـ عليهما السّلام. قال : إنّ يهوديّا من يهود الشّام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في أثناء كلام طويل : فإنّ موسى ـ عليه السّلام ـ قد أعطي الحجر : فانبجست منه أثنتا عشرة عينا.
قال له عليّ ـ عليه السّلام ـ : لقد كان كذلك. ومحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا نزل الحديبية وحاصره أهل مكّة ، قد أعطي ما هو أفضل من ذلك. وذلك أنّ أصحابه شكوا إليه الظّمأ وأصابهم ذلك حتّى التفّت خواصر الخيل. فذكروا ذلك له ـ عليه السّلام.
فدعا بركوة يمانيّة. ثمّ نصب يده المباركة فيها. فتفجّرت من بين أصابعه عيون الماء. فصدرنا وصدرت الخيل رواء. وملأنا كلّ مزادة وسقاء. ولقد كنّا معه بالحديبية. وإذا ثمّ قليب جافّة. فأخرج ـ صلّى الله عليه وآله ـ سهما من كنانته. فناوله البراء بن عازب. فقال له : اذهب بهذا السّهم إلى تلك القليب الجافّة. فاغرسه فيها. ففعل ذلك. فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، من تحت السّهم. ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوّته ،
__________________
(١) الأعراف / ١٦٠
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٥٩.
(٣) الاحتجاج ١ / ٣٢٥.