كحجر موسى ، حيث دعا بالميضاة. فنصب يده فيها. ففاضت بالماء. وارتفع حتّى توضّأ منه ثمانية آلاف رجل. وشربوا حاجتهم. وسقوا دوابّهم. وحملوا ما أرادوا.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (١) ، بإسناده إلى أبي الجارود ، زياد بن المنذر. قال : قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ إذا خرج القائم من مكّة ، ينادي مناديه : ألا لا يحمل أحد (٢) طعاما ولا شرابا وحمل معه حجر موسى بن عمران. وهو وقر بعير. فلا ينزل (٣) منزلا إلا انفجرت منه عيون. فمن كان جائعا ، شبع ، ومن كان ظمآنا ، روي ، ورويت دوابّهم ، حتّى ينزلوا النّجف ، من ظهر الكوفة.
وفي الخرائج والجرائح (٤) ، عن أبي سعيد الخراسانيّ ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ـ عليهما السّلام ـ مثله. وزاد في آخره : فإذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللّبن ، دائما. فمن كان جائعا ، شبع. ومن كان ظمآنا ، روي.
وفي أصول الكافي (٥) ، عن أبي سعيد الخراسانيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ وذكر مثل ما في كمال الدّين وتمام النّعمة ، إلّا قوله ورويت دوابّهم (الخ)] (٦)
(وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (٦٠) : لا تعتدوا حال إفسادكم.
وإنّما قيّده وإن كان العثيّ لا يكون إلّا فسادا. لأنّه يجوز أن يكون فعل ظاهره الفساد ، وباطنه المصلحة ، كقتل الخضر الغلام وخرقه السّفينة. فبيّن أنّ فعلهم ، هو الفساد ، ظاهرا وباطنا. ويقرب منه العبث. غير أنّه يغلب فيما يدرك حسّا. (٧) وجعل بعضهم الحال ، مؤكّدة.
فإن قيل كيف يجتمع ذلك الماء الكثير في ذلك الحجر الصّغير؟
أجيب بأنّ ذلك من آيات الله الباهرة والأعاجيب الظّاهرة الدّالّة على أنّه من فعل الله. فإنّه لمّا أمكن أن يكون من الأحجار ما يحلق الشّعر وينفر الخلّ ويجذب الحديد ،
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة / ٦٧٠ ـ ٦٧١ ، ح ١٧.
(٢) المصدر : أحدكم.
(٣) كذا في المصدر. وفي الأصل ور : ولا ينزل.
(٤) تفسير نور الثقلين ١ / ٨٤ ، نقلا عن الخرائج والجرائح ، مع اختلاف بسيط.
(٥) الكافي ١ / ٢٣١ ، ح ٣.
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٧) أ : حيّا.