لعتقها.
(وَأَقامَ الصَّلاةَ) المفروضة. (وَآتَى الزَّكاةَ) :
المراد منها الزكاة المفروضة. والغرض من الأوّل ، إمّا بيان مصارفها ، أو نوافل الصّدقات.
(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا) : عطف على (مَنْ آمَنَ).
(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) : نصب على المدح. ولم يعطف لفضل الصّبر على سائر الأعمال.
وعن الأزهريّ (١) : «البأساء» في الأموال ، كالفقر. و «الضّرّاء» في الأنفس ، كالمرض.
في عيون الأخبار (٢) ، بإسناده إلى الحارث بن الدّلهاث ، مولى الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : سمعت أبا الحسن ـ عليه السّلام ـ يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربّه ، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليّه ـ إلى قوله ـ وأمّا السّنّة من وليّه ، فالصّبر (٣) على البأساء والضّرّاء. فإنّ الله يقول : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : قوله (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) قال : في الجوع والخوف والعطش والمرض.
(وَحِينَ الْبَأْسِ) قال (٥) : عند القتل.
(أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) في الدّين واتّباع الحقّ وطلب البرّ.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (١٧٧) عن الكفر وسائر الرّذائل.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ لأنّ هذه الشّروط ، شروط الإيمان وصفات الكمال. وهي لا توجد إلّا فيه وفي ذرّيّته الطّيّبين ـ صلوات الله عليهم أجمعين.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٩٨.
(٢) عيون أخبار الرضا ١ / ٢٠٠ ، ح ٩.
(٣) المصدر : في.
(٤) تفسير القمي ١ / ٦٤.
(٥) نفس المصدر ونفس الموضع.
(٦) نفس المصدر ٢ / ٢٤٩.