عدّة من أصحابنا (١) ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : كنّا عنده ثمانية رجال. فذكرنا رمضان. فقال : لا تقولوا «هذا رمضان» ولا «ذهب رمضان» ولا «جاء رمضان». فإنّ «رمضان» اسم من أسماء الله ـ عزّ وجلّ. لا يجيء ولا يذهب. وإنّما يجيء ويذهب الزّائل.
ولكن قولوا «شهر رمضان». فالشّهر (٢) مضاف إلى الاسم. والاسم اسم الله عزّ ذكره. وهو الشّهر الّذي أنزل فيه القرآن. جعله مثلا وعيدا (٣).
(الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ، الموصول بصلته خبر لمبتدأ او صفته والخبر «فمن شهد». أي : أنزل في شأنه القرآن. وهو قوله (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) ، أو (أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) جملة واحدة إلى البيت المعمور ، ثمّ نزل منجّما.
وفي أصول الكافي (٤) ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه. ومحمّد بن القاسم ، عن محمّد بن سليمان ، عن داود ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). وإنّما أنزل في عشرين سنة بين أوّله وآخره. فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام : نزل القرآن جملة واحدة في جملة شهر رمضان ، إلى البيت المعمور. ثمّ نزل في طول عشرين سنة.
ثمّ قال : قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله : نزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من شهر رمضان. وأنزلت التوراة لستّ مضين من شهر رمضان. وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وانزل الزّبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان. وانزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان.
وفي الكافي (٥) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عمرو الشّاميّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ونزل القرآن في أوّل ليلة من شهر رمضان. واستقبل الشّهر بالقرآن.
ويمكن الجمع بين الخبرين ، بحمل الإنزال جملة واحدة في ثلاث وعشرين
__________________
(١) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٢.
(٢) المصدر : فأن الشهر.
(٣) ليس في أ.
(٤) الكافي ٢ / ٦٢٨ ، ح ٦.
(٥) نفس المصدر ٤ / ٦٥ ، ح ١.