فإن لم يكن في التابع الألف واللام ، ولا كان مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، ولا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ، فالنصب ، نحو قولك : «هذا الضارب الرجل وأخاك» ، و «هذا الضارب الرجل وزيدا» ، فأما قول الشاعر [من الوافر]
أبا ابن التارك البكريّ بشر |
|
عليه الطير ترقبه وقوعا (١) |
بخفض «بشر» ، فـ «بشر» عطف بيان وعطف البيان يجري مجرى النعت في جميع أحواله وليس «بشر» بدلا.
فإن لم يكن في اسم الفاعل الألف واللام ، فلا يخلو أن يكون بمعنى الحال والاستقبال ، أو بمعنى المضيّ. فإن كان بمعنى الحال والاستقبال فالنصب على الموضع والخفض على اللفظ ، وذلك مثل قولك : «هذا ضارب زيد غدا وعمرا ، وعمرو» ، و «هذا ضارب زيد غدا وأخاك ، وأخيك».
وإن كان بمعنى المضيّ فالخفض ليس إلّا ، وذلك نحو قولك : «هذا ضارب زيد أخيك» ، وكذلك وأخيك. وقد يجوز النصب بإضمار فعل.
وإذا اتصل الضمير باسم الفاعل ففيه خلاف.
فمنهم من ذهب إلى أنه في موضع خفض أبدا ، إلّا أن يكون قد اتصل باسم الفاعل مفردا أو مكسّرا ، أو فيه الألف واللام ، فإنه عنده في موضع نصب. ومنهم من ذهب إلى أنه في موضع نصب أبدا ، إلّا أن يكون اسم الفاعل بمعنى المضيّ وليس فيه ألف ولام.
ومنهم من ذهب إلى أنه في موضع خفض إن لم يكن في اسم الفاعل ألف ولام ، وفي موضع نصب إن كان في اسم الفاعل الألف واللام ، أو مكسّرا أو مفردا.
وأجازوا فيه أن يكون في موضع نصب وفي موضع خفض إذا كان الفاعل مثنى أو
__________________
حال منصوبة. «تزجّي» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هي». «بينها» : ظرف مكان متعلّق بـ «تزجّي» ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «أطفالها» : مفعول به لـ «تزجّي» منصوب ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة : «... الواهب» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «تزجّي» في محلّ نصب نعت «عوذا».
الشاهد فيه قوله : «عبدها» حيث وردت بالخفض تبعا للفظ ، أو بالنصب تبعا للمحلّ.
(١) تقدم بالرقم ٤٠١.