وكذلك قول الآخر [من الرجز] :
٤٩٠ ـ كم دون سلمى فلوات بيد |
|
منضية للبازل القيدود |
والإفراد فيه أحسن من الجمع.
وتمييز الاستفهامية لا يكون إلّا مفردا ، وسبب ذلك أنّه مشبّه من العدد بما ينصب ما بعده ، والذي ينصب ما بعده من العدد لا يكون تمييزه إلّا مفردا. ويجوز حمل الاستفهامية على الخبرية ، فينخفض تمييزها ، ولا يجوز ذلك إلّا إذا فهم المعنى. ولا يحمل فيما عدا ذلك. وأما الإفراد والجمع فعلى ما كان عليه قبل الحمل.
فمثال حمل الخبرية على الاستفهامية : «كم غلام ملكت» ، هذا ما لم تفصل ، فإن فصلت لزم الحمل على الاستفهامية.
__________________
اسم معطوف على (ملوك) مجرور مثله بالكسرة. سوقة : نعت مجرور بالكسرة. بادوا : فعل ماض مبني على الضمّ ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.
وجملة «كم ملوك باد ملكهم» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «باد ملكهم» : في محلّ رفع خبر (كم). وجملة «بادوا» : في محلّ رفع خبر لـ (كم) مقدرة واقعة مبتدأ. وجملة «كم نعيم سوقة بادوا» : معطوفة على جملة «كم ملوك ملكهم».
والشاهد فيه قوله : «كم ملوك» حيث جاء مميّز (كم) جمعا.
٤٩٠ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة : الفلوات : جمع فلاة وهي الصحراء لا ماء فيها. البيد : جمع بيداء وهي الصحراء المستوية لا شيء فيها. المنضية : المهلكة. البازل : البعير الفتي الذي ظهر نابه. القيدود : الناقة الطويلة الظهر.
المعنى : يوضّح الشاعر أنّ ما يفصله عن حبيبته سلمى كثير جدّا ، فبينهما صحار مهلكة للبعير القادر على السفر.
الإعراب : كم : خبرية تفيد التكثير ، في محلّ رفع مبتدأ. دون : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلّق بالخبر المحذوف. سلمى : مضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة على الألف لأنه ممنوع من الصرف. فلوات : مضاف إلى (كم) مجرور بالكسرة. بيد : صفة (فلوات) مجرورة بالكسرة. منضية : صفة ثانية مجرورة بالكسرة. للبازل : جار ومجرور متعلقان بـ (منضية). القيدود : صفة (البازل) مجرورة بالكسرة.
وجملة «كم فلوات موجودة دون سلمى» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «كم فلوات» حيث جاء مميّز (كم) الخبرية جمعا.