يريد : يا قوم عجبا ، ونظيره في حذف المنادى قول الشاعر [من البسيط] :
٥٢٤ ـ يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصالحين على سمعان من جار |
فلو كانت «لعنة الله» منادى لكانت مفتوحة لأنّها مضافة.
__________________
٢ / ١٨١ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٣٩٩ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩١ ؛ وكتاب اللامات ص ٨٨ ؛ والمنصف ٣ / ٦١.
اللغة : الفليقة : الداهية. القوباء : داء يقشر الجلد. الريقة : ريق الإنسان أي لعابه.
المعنى : عجب الشاعر من تفل الناس على القوباء لتذهب ، فقال : كيف يغلب الريق القوباء.
الإعراب : يا عجبا : «يا» : حرف نداء وتعجب ، والمنادى محذوف «عجبا» : مفعول مطلق منصوب ، والتقدير : «اعجبوا عجبا». لهذه : «اللام» : حرف جر ، «الهاء» : للتنبيه «ذه» : اسم إشارة في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بـ «عجبا». الفليقه : بدل من اسم الإشارة مجرور مثله بالكسرة المقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض. هل : حرف استفهام إنكاري. تذهبن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، و «النون» : نون التوكيد لا محل لها. القوباء : مفعول به منصوب بالفتحة. الريقه : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة بسبب السكون العارض للشعر.
وجملة «يا عجبا ...» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «تذهبن الريقة» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «يا عجبا» حيث استغاث الشاعر وحذف المستغاث به ، والتقدير : «يا قوم عجبا».
٥٢٤ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٤٤٨ ؛ والجنى الداني ص ٣٥٦ ؛ وجواهر الأدب ص ٢٩٠ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ١٩٧ ؛ والدرر ٣ / ٢٥ ، ٥ / ١١٨ ؛ ورصف المباني ص ٣ ، ٤ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٦ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٢٤ ، ٤٠ ؛ والكتاب ٢ / ٢١٩ ؛ واللامات ص ٣٧ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٣٧٣ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٦١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٧٤ ، ٢ / ٧٠.
المعنى : يطلب من الله ـ جلّ وعزّ ـ أن يصيب بلعنته جاره سمعان ، ولا يكتفي بطلب لعنة الله ، بل يضيف إليها طلب لعنة الصالحين والأقوام كلّهم.
الإعراب : «يا» : حرف نداء ، والمنادى محذوف والتقدير : «يا هؤلاء» أو : «يا قوم». «لعنة» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. «الله» : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. «والأقوام» : «الواو» : للعطف ، «الأقوام» : اسم معطوف على «الله» مجرور بالكسرة. «كلهم» : توكيد مجرور بالكسرة ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «والصالحين» : «الواو» : للعطف ، «الصالحين» : اسم معطوف على «الأقوام» مجرور بالياء لأنه جمع مذكّر سالم. «على سمعان» : جار ومجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف. «من جار» : جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف.
وجملة «يا هؤلاء» ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «لعنة الله منصبّة» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «يا لعنة الله» حيث حذف المنادى بعد حرف النداء ، ورفع «لعنة» على الابتداء.