فنصب «أستريح» وما قبله واجب.
وإنّما لم ينصب ما بعد الفاء إذا كان ما قبلها واجبا ، لأنّ العطف سائغ ، لأنّ الثاني غير مخالف للأول ، فلا موجب لتكلّف الإضمار.
فعلى هذا لا يخلو أن يكون الكلام المنفيّ قبل جملة اسميّة أو جملة فعليّة. فإن كان قبل جملة فعلية جاز في الفعل الذي بعد الفاء الرفع والنصب. فالرفع له معنيان : أحدهما أن يكون ما بعد الفاء شريكا لما قبلها في المنفي إذا جعلت ما بعد الفاء معطوفا على ما قبلها ، وذلك نحو : «ما تأتينا فتحدّثنا» ، كأنك قلت : ما تأتينا فما تحدّثنا ، فنفيت الإتيان والحديث.
والآخر أن يكون ما بعد الفاء مقطوعا مما قبلها ، فتقول : «ما تأتينا فتحدثنا» ، فنفيت الإتيان ثم أوجبت الحديث ، كأنك قلت : «ما تأتينا فأنت الآن تحدّثنا» ، وعليه قول الشاعر [من الخفيف] :
٥٤٣ ـ غير أنّا لم تأتنا بيقين |
|
فنرجّي ونكثر التأميلا |
أي : فنحن نرجّي.
__________________
ب «أترك» ، وهو مضاف. تميم : مضاف إليه مجرور. وألحق : الواو : حرف عطف ، ألحق : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا. بالحجاز : جار ومجرور متعلّقان بـ «ألحق». فأستريحا : الفاء : السببيّة ، أستريحا : فعل مضارع منصوب بـ «أن» مضمرة ، والألف : للإطلاق ، والفاعل : أنا. والمصدر المؤوّل من «أن أستريح» معطوف على مصدر منتزع ممّا قبل الفاء ، والتقدير : لحاق فاستراحة.
وجملة (سأترك منزلي) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (ألحق بالحجاز) الفعليّة معطوفة على جملة «سأترك منزلي».
والشاهد فيه قوله : «فأستريحا» حيث نصبه بـ «أن» مضمرة بعد فاء السببيّة من دون أن تسبق بنفي أو طلب ، وهذا ضرورة.
٥٤٣ ـ التخريج : البيت لبعض الحارثيين في خزانة الأدب ٨ / ٥٣٨ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٧ ؛ والكتاب ٣ / ٣١ ، ٣٣ ؛ وللعنبري في شرح المفصل ٧ / ٣٦ ؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٨٧٢ ؛ والمقرب ١ / ٢٦٥.
اللغة : الترجي : الأمل.
المعنى : إذا لم يأتنا بما يدفع الشك من نفوسنا ، فنحن نأمل خلاف ذلك.
الإعراب : غير : اسم منصوب على الاستثناء. أنّا : «أن» : حرف مشبه بالفعل ، «نا» : ضمير متصل في محل نصب اسمها ، والمصدر المؤول من (أنّ) ومعموليها مضاف إليه مجرور. لم تأتنا : «لم» : حرف نفي