تقديره : دع المراء. ولو كان في الكلام لجاز إظهار هذا الفعل.
وأمّا «امرأ ونفسه» ، و «شأنك والحجّ» ، و «رأسك والحائط» فالأول من هذه الأسماء ينتصب بإضمار «دع» أو ما في معناه. والثاني ينتصب به بواسطة الواو على معنى «مع» ، تقديره : دع امرأ ونفسه ، أي مع نفسه ، واترك رأسك والحائط ، وخذ شأنك والحجّ ، وكذلك «أهلك والليل» ، تقديره : بادر أهلك والليل ، وبادر الليل ، أي : بادر أهلك قبل الليل.
وأمّا «أخوه» من «ويحه وأخاه» ، فينتصب على الفعل الذي ينتصب عليه «ويحه» وسيبيّن. وأمّا «ما شأنك وزيدا» ، و «ما أنت وزيدا» ، فـ «زيدا» منصوب بإضمار الملابسة تقديره : ما شأنك وملابسة زيد ، وما أنت وملابسة زيد ، ولم يظهر الفعل في جميع ذلك لجريانه مجرى المثل في كثرة الاستعمال.
وأمّا المصادر الموضوعة موضع الفعل إذا كررت ، نحو : «ضربا ضربا» ، و «الحذر الحذر» ، و «النجاء النجاء» ، فإنّها منصوبة بفعل أمر من لفظها لا يجوز إظهاره لنيابة التكرار منابه.
وأمّا ما وضع من المصادر موضع فعل أيضا ، وهو : «سقيا ورعيا» ، و «خيبة وجدعا» ، و «عقرا وسحقا» ، و «أفّة وتفّة» ، و «دفرا» ، و «تعسا» ، و «بؤسا» ، و «نتنا» ، و «بهرا» ، فما
__________________
ص ٦٨٦ ؛ والخصائص ٣ / ١٠٢ ؛ ورصف المباني ص ١٣٧ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٠٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٢٨ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٢٥ ؛ والكتاب ١ / ٢٧٩ ؛ وكتاب اللامات ص ٧٠ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٤١ (أيا) ؛ ومغني اللبيب ص ٦٧٩ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١١٣ ، ٣٠٨ ؛ والمقتضب ٣ / ٢١٣.
شرح المفردات : المراء : الجدال والمنازعة. جالب : مسبّب.
المعنى : ينصح الشاعر بعدم المراء لأنّه مسبّب للشرّ.
الإعراب : «فإيّاك» : الفاء بحسب ما قبلها ، «إياك» : ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل التحذير المحذوف. «إيّاك» : توكيد لفظي للسابق. «المراء» : مفعول به منصوب ، لفعل محذوف تقديره : دع المراء. «فإنه» : الفاء استئنافية ، «إنه» : حرف مشبّه بالفعل ، والهاء ضمير في محلّ نصب اسم «إنّ». «إلى الشرّ» : جار ومجرور متعلّقان بـ «دعّاء». «دعّاء» : خبر «إن» مرفوع. «وللشرّ» : الواو حرف عطف ، «للشرّ» جار ومجرور متعلّقان بـ «جالب». «جالب» : معطوف على «دعّاء» مرفوع.
وجملة : «إياك إياك» استئنافية. وجملة «إنّه دعّاء» استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «إيّاك إيّاك المراء» حيث حذف الواو فلم يلزم إضمار الفعل وجاز إظهاره.