كان منها له فعل من لفظه ، انتصب به ، وما لم يكن له فعل من لفظه ، انتصب بفعل من معناه ، نحو : «دفرا» ، و «أفّة» ، و «تفّة». وأما «نوعا» فلا يستعمل إلّا تابعا لـ «جوع». وأما «تربا وجندلا» ، و «فاها لفيك» ، فأسماء منصوبة بأفعال مضمرة على معنى الدعاء تقديره : جعل الله في فيه ترابا ، ووضع الله في فيه جندلا ، أي : أماته الله إذ لا يكون الترب والجندل في فيه إلّا بعد موته ، وكذلك : «فاها لفيك» ، أي : جعل الله فم الداهية لفيك. والدليل على أنّه يريد الداهية قوله [من المتقارب] :
٧٤١ ـ وداهية من دواهي المنو |
|
ن يرهبها النّاس لا فا لها |
فجعل للداهية فما.
وأما «هنيئا مريئا» فصفتان منصوبتان بفعل مضمر على أنّهما حالان. فإذا قلت لمن هو في حال نعيم : «هنيئا لك» ، فكأنّك قلت : أدام الله لك ما أنت فيه من النعيم هنيئا. وكذلك «مريئا» ، إلّا أنّه لا يستعمل وحده. وكذلك لا يحفظ.
__________________
٧٤١ ـ التخريج : البيت لعامر بن جوين الطائي في خزانة الأدب ٢ / ١١٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠٣ ؛ وبلا نسبة في الكتاب ١ / ٣١٦ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٥٢٨ (فوه).
اللغة : الداهية : الأمر العظيم. لا فا لها : ليس لها فم.
المعنى : وربّ أمر عظيم مما يميت ويهلك ، يخشاه الناس لأنهم لا يعرفون كيف يتّقونه ، فكأنه لا فم له يفصح به عمّا يريد بهم.
الإعراب : وداهية : «الواو» : واو ربّ ، «داهية» : اسم مجرور لفظا ، مرفوع محلّا على أنه مبتدأ. من دواهي : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الياء ، متعلّقان بصفة محذوفة لـ (داهية). المنون : مضاف إليه مجرور بالكسرة. يرهبها : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. الناس : فاعل مرفوع بالضمّة. لا : حرف نفي يعمل عمل (إنّ). فا : اسم (لا) منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. لها : جار ومجرور متعلقان بخبر (لا) المرفوع المحذوف.
وجملة «وداهية يرهبها» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «يرهبها» : في محلّ رفع خبر لـ (داهية). وجملة «لا فا لها» : في محلّ رفع ، أو جرّ صفة لـ (داهية).
والشاهد فيه قوله : «وداهية ... لا فا لها» حيث جعل للداهية فما.