فـ «لئيما» منصوب بـ «أمدح» بدليل الإضمار في قوله : «لأرضيه».
وكذلك قول الآخر [من الطويل] :
٤٣٩ ـ قطوب فما تلقاه إلّا كأنّما |
|
زوى وجهه أن لاكه فوه حنظل |
فأعمل في «حنظل» «زوى» ، ولذلك رفعه وأضمر لـ «لاكه» مفعوله.
فإذن ثبت أنّه يجوز إعمال الأول والثاني في هذا الباب ، وإن كان الاختيار إعمال الثاني كما تقدّم.
فينبغي أن يبيّن كيفيّة كلّ واحد منهما ، فأقول والله الموفّق للصواب بمنّه : لا يخلو أن تعمل في هذا الباب الأول أو الثاني ، فإن أعملت الأول أضمرت في الثاني كلّ ما يحتاج إليه
__________________
والشاهد فيه قوله : «ولم أمدح لأرضيه بشعري لئيما» حيث تأخر المعمول (لئيما) وتقدّم عاملان (الفعلان قبله) ، فأعمل الأوّل.
٤٣٩ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة : القطوب : من ضمّ ما بين عينيه غضبا ، أو لشدّة تفكيره. زوى : جمع وقبض. لاكه : مضغه أو علكه. الحنظل : نبات مرّ الطعم.
المعنى : إنه عابس مهموم ، كلّما نظرت إليه اعتقدت أنّ الحنظل قد ضمّ وجمع له وجهه ، بسبب مضغه لهذا الحنظل.
الإعراب : قطوب : خبر لمبتدأ محذوف ، مرفوع بالضمّة ، بتقدير : (هو قطوب). فما : «الفاء» : حرف استئناف ، «ما» : حرف نفي. تلقاه : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). إلا : حرف حصر. كأنما : كافّة ومكفوفة. زوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف. وجهه : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. أن : حرف مصدري وناصب. لاكه : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. فوه : فاعل (لاك) مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. حنظل : فاعل (زوى) مرفوع بالضمّة ، والمصدر المؤول من (أن) والفعل (لاك) مجرور بجار مقدر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (زوى).
وجملة «هو قطوب» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «فما تلقاه» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «زوى حنظل وجهه» : في محلّ نصب حال. وجملة «لاكه» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «زوى وجهه أن لاكه فوه حنظل» حيث تأخّر المعمول (حنظل) ، وتقدّمه معمولان (الفعلان قبله) ، الأول يطلبه فاعلا ، والثاني يلطبه مفعولا ، فأعمل الأوّل.