قال ابن المجاور : وما سميت المرة إلا أن حياتهم رجعت مرة لتشتتهم من أرضهم وبلادهم ومفارقة الأهل والولد ، فلما انقرضت تلك الأمة سكنها قوم عرب سموهم المربين ، وبقوا سكانها إلى أن حجزت البلاد وضاعت العباد فارتحلوا منها.
حدثنى ريحان ، مولى على بن مسعود بن على ، قال : إنهم نزلوا بربرة وأعمالها وبقى نسلهم فى بر السودان المعروفين بالمربين ، وهم الآن ذوو قبائل وعشائر ، وبنت بعدهم العرب مدينة الأخضرين فوق العارة.
حدثنى يوسف بن حميسيس بن أبى بكر قال : إنه كان مسكن الصيادين ، والدليل على ذلك أنهم إلى الآن يجدون عظام السمك.
حدثنى موسى بن ديفل قال : بل كانت مدينة عظيمة ، فلما خربت بناها الفرس الواردون من أهل سيراف المنذرية تحت العارة على هذا البحر ، وبها آثار جامعين كبيرين ومساجد وطواحين الغلال وطواحين القرظ ترى بين شجر الأراك.
قال ابن المجاور : وكل مدينة بناها الفرس من أهل سيراف بنوا فيها المدابغ وعملوا بها طواحين القرظ ، ولا شك أن القوم كانوا دباغين.
وقال حكيم : لم يخرج من اليمن إلا وغد أو رائض قرد أو دابغ جلد.
وقال لى أخى أحمد بن محمد بن مسعود : وكيف هذا؟ قلت : كانوا يدبغون الأدم ويجلب إليهم من أعلى مكة ونجران إلى عمان ومن حلى بنى زهرة إلى كرمان ومن كبس وجناتة وفارس ومن بنى مكرمان ومن زيلع ورحيتو والمنذرية من عدن إلى مكة ، وكان ينزف جميع هذا الأدم إلى العراق وخراسان وكرمان وما وراء