بخلاف ما قالوا ، والحجران هما على مائتين وثلاثين ملويّا ، وهما على يمين الصاعد من المفاليس إلى الجوة ، وعلى يسار النازل من الجوة إلى المفاليس قدر مائة وثلاثين ملويّا ، وعلامتهما أن نبت على رأس الحجر الواحد شجرتان سلم فيصل فيؤها إلى الحجر الثانى الذى أدخل فى جملة البناء.
وبقى النقيل على حاله إلى أن دخل شمس الدولة توران شاه بن أيوب اليمن فخربت العرب بعض النقيل لئلا يعبر أحد من الغز ، وبقى مهدوما إلى أن تمكن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب من الملك وجدد عمارته من ماله ، والأصح أنه أمر تعقب بانيه بالجلالة.
وكان قبل أن يعمر الشيخ محمد بن سليمان بن بطال الركبى هذا النقيل طريق حرز ، وهو أن يخرج على لحج يدخل واديا ولا يزال يسير فيه إلى الجوة فى شعاب وأودية ووطاءة قريب المسافة ، وما قطع الناس مسير طريق حرز إلا من شدة الخوف بها لأنه لا يزال مسافره يحرز رأسا ، فلذلك سمى طريق حرز ، وسنذكره فى أعمال الجوة.
وإلى أسفل النقيل فرسخان وبه موضع منحدر يسمى المجرية ، وفيه أنشد بعضهم يقول :
قطعنا الحمراء والمجريه |
|
مع تلك الجبال والأوديه |
وإلى الحنشين نصف فرسخ ، وهما خطان أبيضان فى لحف جبل مستقيمان ، يقال : إنهما كانا حنشين ملتقيين فضربهما البرق فمسخوا خطين أبيضين.
وإلى الحواض فرسخ ، وطاءة ذات خوف شديد ، وإلى الجوة نصف فرسخ ، من أعمال الدملوة ، وإلى الدملوة فرسخ ، والله أعلم.