فلما استوفى المبلغ نزل بحرم الداعى وبجميع ما كان إلى العارة وولّى فيه المعلم أحمد الصلوى وجارية ، ويقال : خادم حبشى ، فركب فى المركب وتعدى إلى أرض الحبشة وأنفذ خاتمه إلى سيف الإسلام وأنفذه إلى المعلم أحمد الصلوى بتسليم الحصن ، فقال أحمد الصلوى المعلم : لا سمع ولا طاعة ، لا لسيف الإسلام ، ولا للقائد كافور ، أما اليوم فأنا ملك لتملكى هذا الحصن ، فرد سيف الإسلام [بأن] نزل على الحصن وحاصره ستة أشهر أخرى فلم يقدر على غرر المعلم ، فلما انحصر اشترى الحصن من المعلم ثانى مرة بستين ألف دينار وملك الحصن فهدمه وأعاد بناءه ثانية ، وركّب عليه ستة أبواب ، ومن جملتها باب الذراع وباب نيهان وباب الأسد وباب الغزال ، وحفر فيها ثلاث برك ، إحداها فى الشمس على قلة الجبل والاثنتين الأخريين فى الفىء ، وغرس فيها بستانا حسنا ، وبنى ميدان وحصنها غاية التحصين ، وآخر من اشتراها فارس من جوزا زوجة أتابك سيف الدين سنقر بمبلغ عشرين ألف دينار بعد أن حاصرها عامّا تامّا فى دولة الملك المسعود يوسف بن محمد بن أبى بكر ، فلما صار فى حوزه وقبضته وأدار حول جميع الحصن سورا ثانيا لإحكام الحصن سنة أربع عشرة وستمائة.
وقد غرس سيف الإسلام تحت الحصن بستانا يسمى الجنان ويقال الجنات فيه من جميع الفواكه ويطلع فيها وزن كل أترنجة عشرة أمنان.