عاتبتنى فقالت كيف طاب لك النأى وخليت الوطن |
|
يترك الحبيب الحبيبة ويطلب الإقامة فى عدن |
واعتضت من صيد الظباء صيود أرباب السفن |
|
واعتضت صيرة من صبر سلطان أجبال اليمن |
وفى بعض كهوفها أصحاب الكهف والرقيم ، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(١).
وأسماؤهم : مكسلمينا ويمليخا وتمرطموس وكسرطويوس وفرورس وححمسميثا ، واسم الكلب : دير ، ويقال : قطمير ، ويقال : حمران وانطبيس والحاين.
وقال آخرون : واويس ولماطونس ومكسلمينا وساو الحابر وكمططوس ويمليخا ، (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) وعلى باب الغار مسجد ، وعلى باب المسجد عين تسمى : عين الكوثر ، وهو موضع فاضل مزار فى العاشر من رجب.
فإن قال قائل : ليس القوم فى هذا الإقليم ، قلنا : بلى ، لأن دقيانوس هو الملك الذى أسس مدينة الكدراء وسكن الجند ، وكان القوم من أهل الأفسوس ، فلما تم لهم ما تم وخرجوا من مدينتهم صعدوا جبل صبر فأووا إلى كهف وجرى عليهم ما جرى ، وكلبهم معهم ، كما قال الله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)(٢) ، كما قال :
__________________
(١) الآية : ٢٥ من سورة الكهف.
(٢) الآية : ١٨ من سورة الكهف ، ونقول : إن هذا الأمر ليس توقيفيّا ، فليس هناك ما يؤكد أسماء أهل الكهف أو عددهم أو مكانهم على وجه التحديد ، إنما هى أمور اجتهادية ، ولا طائل من وراء معرفتها ، لكن العبرة فى التمثل بهم فى قوة تمسكهم بدينهم.