ويقال : إن القوم فى كهف من كهوف جبل صبر نيام إلى الآن ، وهم الذين قال الله عزوجل عنهم : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ)(١) ، وقد تقدم ذكرهم فى الأفسوس ... (٢) عامر إلى أن ملك اليمن أخو المعز بن معن بن زائدة الشيبانى ، فقام المتولى ومد يده إلى أخذ المال واستباحة النساء بالفحش من العمل وقبح الأمل ، فلما رأوا العرب منه ما رأوا قتلوه وعصوا فى البلاد ، فعلم أخوه معن بن زائدة الشيبانى فعلم الخبر فركب وجاء فى خيل ورجل فملك اليمن بعد أن ركّب السيف على أهلها وأخرب الجند ، وسد فى الجبال ثلاثمائة غيل ، أى عين عذبة ، ويقال : إن غيلا منه سده بالملح فملح ماؤه وصار يحمل منه ملحا إلى هذه الغاية.
فلما تولى معاذ بن جبل ولاية اليمن من قبل النبى صلىاللهعليهوسلم بناها مدينة (سميت باسمه جبل غير أن البانون أبدلوا اللام دال ، فسميت الجند) (٣) لأنها مسكن الجند.
حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : إن فى الأصل يسمى قارع الأجناد لأن أهلها كانوا جند اليمن لم يسمع أحد منهم كلام صاحبه ولم يرضوا بحكومة بعضهم بعضا ، فلما كثر القال والقيل بين زيد وعمرو وخرج نصر وجعفر إلى النبى صلىاللهعليهوسلم برضى خالد وزبير وطلبوا منه رجلا يؤدون له الزكاة ويعلمهم الشرائع
__________________
(١) الآية : ٢٢ من سورة الكهف.
(٢) بياض بالأصل.
(٣) هكذا وردت الجملة بين القوسين فى الأصل ، والأقرب للصواب أن تكون : «سميّت باسمه جبل فغيروا الباء إلى نون ، وأبدلوا اللام دالا ، فسميت الجند» والله أعلم.