للفقهاء : إذا حصلتم فى رأس الحصن فأوقدوا النار ، ففعل ذلك ليلا فأصبح عندهم على رأس الحصن عشرون ألفا ، واستولت الفقهاء على ذلك ولم يعهدوه.
ووصل الخبر إلى المفضل بتهامة فسار مسير ظبى لا يلوى على أحد إلى التعكر ، فقامت خولان فى نصرة الفقهاء ، وأقام الحصار عليهم ، فلما طال ذلك قال إبراهيم بن زيدان : لن أموت حتى أقتل المفضل ثم أهلا بالموت ، فعمد إلى حظاياه من السرارى فأخرجهن فى أكمل زى وأحسنه وجعل بأيديهن الطارات وأطلعهن على سقوف القصر بحيث يشاهدهن المفضل ويسمع هو وجميع من معه من تلك الأمم أصواتهن.
وكان المفضل أكثر الناس غيرة وأنفة ، فقيل : إنه مات فى تلك الليلة ، وقال آخرون : امتص خاتما كان معدا عنده فأصبح ميتا والخاتم فى فيه ، وكان موته فى رمضان سنة أربع وخمسمائة.
ولما مات المفضل طلعت الحرة من ذى جبلة وخيمت على باب التعكر ، وكاتبت الفقهاء ولا طفتهم إلى أن كتبت لهم خطها بما اقترحوه من أمان وأموال ، واشترطوا عليها أن ترحل هى وجميع الحشود وتوصل إليهم من ترضاه واليّا ، وولى لها التعكر مولانا القائد فتح ابن القائد فتح.
حدثنى السلطان ناصر بن منصور قال : حدثنى إبراهيم بن زيدان أنه وصل نصيبه من العين خمسة وخمسين ألفا ، يعنى دينارا لمّا تركوه من حصن التعكر.