أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد |
|
أضحى وشيكهم فى الأرض فلالا |
فالطط بمسك إذا شالت نعامتهم |
|
وأسبل اليوم فى برديك إسبالا |
واشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا |
|
فى رأس غمدان دارا منك محلالا |
تلك المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا |
حدثنى قاضى الجبل من آل الصليحى قال : حدثنى رجل سمع من لفظ أبى محمد عبد الله بن حمزة الحسينى قال : إن أواخر فىء قصر غمدان كان يصل إلى وادى الظهر ، قلت : كم يكون بينهم من المسافة؟ قال : مثل من زبيد إلى الزريبة ، ومن زبيد إلى الزريبة مقدار فرسخ زائد لا ناقص.
قال ابن المجاور : ولا شك أنه كان يصل فىء القصر إلى وادى الظهر إذا قربت الشمس للغروب ، لأن فى مثل ذلك الحين يكون الظل والفىء إلى أن يرجع مثل الشىء ثلاث [أو] أربع مرات ، كما يقال ، بنيانه بل ضياء سرجه كان ينظر من المدائن وقيل : إلى المدينة.
وبقى القصر على حاله إلى أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، قعد بعض الليالى بظاهر المدينة إذ نظر فى الجو شيئا يضىء شبه كوكب درى ، فسأل عنه فقال بعض من حضر مجلس أمير المؤمنين وفى خدمه : إن ضوء هذا ضوء شمعة تشعل على أعلى قصر غمدان بصنعاء ، فأمر بهدمه فهدم ، فالآن بقى تل عظيم ، وقد بنى موضع القصر بدر الدين حسن بن على بن رسول قصرا عظيم الهيكل سنة ثمان عشرة وستمائة.
حدثنى يحيى بن على بن عبد الرحمن الزراد قال : ما بنى قصر غمدان إلا