قارعة الطريق ، فتقبل خطيبته وعلى ظهرها كارة وعلى قدر شيلها تحط فى السوق فتبيع ما معها وتشترى حوائجها ، وترفع كارتها على ظهرها ، ويرجع خطيبها وراءها تقطع الجبال والأودية والشعاب والسهل والجبل واللين والوعر ، وهذا كله ولم تحط الكارة من ظهرها ولم تسترح ، فإذا أعجب الرجل حالها وجمالها وشيلها وبيعها وشراها وقوة صبرها على شيل الثقيل فعند ذلك يملك بها ويدخل عليها وتبقى على شغلها ذلك إلى الممات.
وهذا زى القوم فى البدو والبادية ، ولبسهم الخام لبرودة البلاد ، ويقال : إن رجلا قال : اشتهيت على الله عزوجل مياه صنعاء فى عدن وأحطاب عدن فى صنعاء وكلاهما ملكى ، ولم تعرف أهلها شعلا لسراج.
حدثنى محمد بن منصور بن محمد الواسطى قال : يطلع فى أعمال تعز وصنعاء قضبان تسمى شوحط ، إذا أشعل رأس القضيب اشتعل شبه الشمع ، ولم يشتعل فى سائر الأعمال طول الدهر إلا الشوحط لا غير عوضا عن السراج والفتل.
مأكولهم الحنطة والحلبة واللحم ، والشراب لا يقطعونه لا صيفا ولا شتاء ، لا ضعيف ولا قوى ، سفرهم إلى عدن وشراؤهم العطب والعطر والهندوان ، وغاية اشتغال القوم فى معرفة الجواهر وعلم الكيمياء وعلم النجوم والنحو والمنطق والفلسفة والهيئة والهندسة وحساب الضرب والجمّل ، وقوم يدّعون الحكمة وفصل الخطاب.
وبناؤهم بالحجر القديم لا يحفرون الأساسات القديمة ويستخرجون منه ألواح حجر طول اللوح أربعة أذرع فى عرض مثله ، تكسر تلك الحجارة وتعمل ويبنى بها ، وبناؤهم على تقاطيع بغداد فى التفريض والتذهيب.