سام بن نوح ، عليهالسلام ، وأما صعدة هذه فإنها لما خربت صعدة القديمة وتم على أهلها ما تم ثم جاء يحيى الهادى بن الحسين أراد بناء مسجد فى هذه الأرض فجاء إليه تاجر فقال : وكلنى على بنائه ، فوكله وبنى التاجر المسجد ، فلما فرغ بناؤه قال له الهادى : أحسبت حساب الخرج؟ قال التاجر : معاذ الله أن آخذ على بناء بيت الله أجرة وثمنا.
وسكن الهادى يحيى بن الحسين المسجد بمقامه فسكنت معه الخلق فكثرت الأمم فبنوا مدينة وأسواقا ودورا وأملاكا ، فلما رأوا ذلك أداروا عليه أربعة دروب : الدرب العتيق ، ودرب القاضى ، ودرب الفر ، بنى فى أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، ودرب القاضى بن زيدان ، ويحوى هذه الأربعة الدروب درب واحد وهو السور ، وركّب على السور باب الدرب العتيق وباب علىّ بن قاسم ، وباب درب المعز ، وباب درب القاضى ابن زيدان ، وباب حوث ، وباب درب الإمام ، وأما درب الإمام فهو حصن بناه أبو محمد بن عبد الله بن حمزة ما بين الشمال والمشرق منفردا بذاته لم يخالطه شىء قريب من البلد لم يسكنه إلا الإمام وعترته.
وصورته على هذا المنوال فى الصفحة الثانية التى بعد هذه.