هذه الحوانيت سكنة لما عزم أن يعمر نقل حرف العراق ، وإلى خطم البكرات فرسخان ، ويقال : إنما عرف هذا المنزل بهذا الاسم لأن عفريتا من الجن قال لرميم ابن جابر الشاعر : أنشدنى بيتا وأنشدك مثله حتى ينصر من يغلب صاحبه ، على شرط أنك لا تذكر فى شعرك الديك ، قال : نعم ، فما زال هذا يقول بيتا وهذا ينشد صاحبه مثله حتى عجز رميم بن جابر فقال :
وديك أحمر سليمانى ما يلقى |
|
بحافته جنى ولا حيث يسمع |
فلما سمع الجنى ذلك طار فى الهوى ونزل أخذ صيدح بكرة رميم بن جابر فصيّحها قطع قطع ، فلما رأى رميم ذلك حزن على بكرته وصار يبكى وينقش صورتها فى الأحجار ، فما فى هذه الأمكنة حجر إلا وفيه صورة الناقة ، فعرف الموضع بخيم الركاب ، وفيه يقول :
فما فى الصبايا مثل ميّا صبية |
|
ولا فى المطايا نضوة مثل صيدح |
وقال أيضا :
وأصبح فى شق المشورة قاعدا |
|
وصيدح ترعى بين عيس قناعس |
وإلى القديم فرسخان ، وهو موضع قوم كما قال :
أمسى قومى بلحى وغادرنى كريم |
|
وعادسنا يام ... (١) أرى القديم |
وهذا يام بن أصنع وسكنهم بوادى الخانق والحقة ، وإلى ملتقى الأودية فرسخ ، وإلى غسل جلاجل فرسخان ، وإلى المحلف فرسخان موضع قوم ، وإلى البصرة
__________________
(١) بياض بالأصل.