قال ابن المجاور : ولا شك أن هذه المرأة كان طالعها بالسنبلة ، كما ذكره أبو الريحان محمد بن أحمد البيرونى فى كتاب التفهيم فى علم التنجيم : أما الحمل والثور والأسد والسنبلة والجدى والحوت فذوات شبق وحرص على النكاح ، وفى الميزان والقوس شىء من ذلك ، وأما فى أمور النساء فالثور والأسد والعقرب والدلو فدال على عفتهن وحصانتهن ، والحمل والسرطان والميزان دال على فسادهن ، والجوزاء والسنبلة والحوت على توسط ذلك فيهن والسنبلة أعف.
فلما عر [كذا] الحد عن الحد قال البدوى للسقاء : إلى أين تريد أوصلك؟ قال : إلى الكوفة ، فشد على حصانه ونفسه وركب وأردف السقاء وراءه وسار به يومين وليلة إلى أن أشرف به على نجد الكوفة ، فلما نزّل البدوى السقاء عن حصانه ودّع كلّ صاحبه ، فحينئذ قال البدوى : بالله عليك إلا ما كتمت بحالك معى ، أعد الله جزاك خيرا ، كما قال :
لا تضيع فعل الجميل تضيعه |
|
إن اصطنعت لذى خطا وذنوب |
والشوك لو تسقيه ماء الورد ما |
|
.... (١) ويحمل الخرنوب |
وقال آخر :
ليس الكريم الذى إن زل صاحبه |
|
بث الذى كان من أسراره علما |
إن الكريم الذى تبقى مودته |
|
ويحفظ السر إن صافى وإن جرما |
وقال آخر :
لا تجلسن مع السفيه فإنه |
|
بفساده لصلاح أمرك يذهب |
__________________
(١) بياض بالأصل.