وقال أيضا :
دع الأطلال تسفيها الجنوب |
|
وتبلى جدّ عهدتها الخطوب |
وخل لراكب الوجناء أرضا |
|
تجرّ بها النجيبة والنجيب |
بلاد نبتها عشر وطلح |
|
وأكثر صيدها ضبع وذيب |
فلا تأخذ على الأعراب لهوا |
|
ولا عيشا فعيشهم جديب |
دع الألبان يشربها رجال |
|
رقيق العيش بينهم غريب |
وأطيب منه صافية شمولا |
|
يطوف بكأسها ساق أديب |
ولهذا سمى إقليم حضرموت الوادى المفتون ، وسماه الله عزوجل الأحقاف ، كما قال الله عزوجل فى قصة النبى هود عليهالسلام : (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ)(١) والأحقاف هذه البلاد والأراضى بعينها ، مأكولهم العيد ، وهو سمك صغار ، مع الكسب واللبن يشابه الخردل فى اللون ، ولبس رجالهم الأزرق مكشفين الرءوس حفاة ، ولبس نسائهم الفتوحى ، ويصبغ الثوب بالزاج ، ويرجع اللون لا أخضر ولا أزرق ، إلا لون عجيب ، وتضفر النساء رءوسهن فى أوسط رءوسهن ترجع تشبه الهدهد يسمونه الطرطر (وسحاب وهكاب فدارت الطاعيين الضفائر سارنين عساسل الفدور ذات المكدور) (٢).
وأسامى رجالهم بالكنى ، فمنهم أبا (٣) لالكه وأبا هالكة وأبا مداس وأبا فارس وأبا رأس وأبا عرى وأبا حصى وأبا خرى وأبا عوف وأبا بول وأبا فقوق وأبا دقوق وأبا حل وأبا حبل وأبا فيل وأبا سل وأبا ريق وأبا بريق وأبا حيف وأبا دليف وأبا كنيف.
__________________
(١) الآية : ٢١ من سورة الأحقاف.
(٢) هكذا ورد ما بين القوسين فى الأصل.
(٣) الصواب «أبو» وهكذا فى باقى الكنى المذكورة.