فراسخ ، والى مهروب سبع فراسخ ، وإلى كدنوب خمس فراسخ ، ذات نخيل ، وإلى مأرب عشرون فرسخا ، وهى ذات نخيل وهى نصف الطريق.
حدثنى رجل من أهلها فى دار الإمارة بمكة سنة إحدى وعشرين وستمائة قال : إن هذه الأراضى والجبال والشعاب مواضع كانت مساكن قوم شداد بن عاد فى فصل الربيع يتنزهون بهذه الأمكنة ، وقد بنوا على رءوس الجبال وفى بطون الأودية دكاك ومصاطب من الحجر والجص ، وكانوا يقيمون بها أيام الربيع يتفرجون.
وقال آخر : إنما بنيت هذه الدكاك والمصاطب فى هذه المواضع إلا لما سلط الله عليهم الذر وهو النمل ، فكان القوم يجدون لذلك ألما شديدا ، وحينئذ هجروا البلاد وخرجوا بأهاليهم وسكنوا الجبال والشعاب والأودية وبنوا الدكاك متفرقة فى بطون الأودية ورءوس الجبال ، فلما كثر عليهم الذر أشعلوا النيران حول الدكاك لئلا يصعد إليهم الذر ، كما قال الله تعالى : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ ...)(١) تمام الآية ، وإلى الآن الدكاك على حالها مع طول الزمان ومواضع النيران على حالها.
وهذه صورة الدكاك على هذا الموضع والترتيب فى الصفحة الثانية.
__________________
(١) الآية : ١٣٣ من سورة الأعراف.