حدثنى يحيى بن على بن عبد الرحمن الزراد قال : إنما تكون لجزيرة قيس من يوم بنيت مائة وعشرين سنة ، وكان هذا الحديث سنة أربع وعشرين وستمائة ، وقرروا على كل مركب يجوز عليهم دينارا واحدا ، وقرروا فى العام الثانى والثالث ثلاثة دراهم ، وهم فى الصعود إلى أن تقرر الأمر على العشرة وثبت عليه إلى الآن.
فلما قوى الرجلان واستظهرا بالأمر والملك ادعى السلطنة أحدهما وثبت فيها إلى الآن ولكن اسم بلا جسم ، وكان يخطب له يوم الجمعة على المنبر سلطان الشرق والغرب ملك الأرض ، فقام رجل وقال : سلطان طاس وبيكاس (١) ملك لدوكران ، وهما موضعان طرفى الجزيرة ، ويصح دور الجزيرة فرسخ ، ويقال : ثلاثة أيام ، وله فى البحرين مراكب تسمى بالنوبية تضرب له فى (ال حس نوت) (٢).
وتؤدى العرب الذين هم ملاك فى البحرين كل عام عشرين ألفا لضرب تلك النوبة فى بلادهم ... (٣) وسكر فى بعض الليالى فقال لرجل غريب حضر معهم : قد وهبتك سفاهات ، فقبل الرجل الغريب ، فلما أصبح قال الملك للوزير : اكتب لفلان منشور بتسليم نوابنا له سفاهات! فقال : سمعا وطاعة! فبعد انقضاء أيام صادف الملك الرجل الغريب فقال له : ألم تتجهز إلى سفاهات؟ فقال له الغريب : أدام الله عز الملك ، أريد نفقة أنفق بها حتى أتوصل إلى سفاهات ، فقال : أعطوه خمسمائة ألف دينار ، فأخذ الرجل المبلغ ورجع إلى بلده.
__________________
(١) غير منقوطة بالأصل.
(٢) هكذا ورد ما بين القوسين فى الأصل ، والكلمة الأخيرة غير منقوطة.
(٣) بياض بالأصل.