واحدا ، وفى الثانية اثنين ، إلى أن تتم الثمانية الأيام ثمانية سرج ، وذلك تذكار لهم من أصغر ثمانية إخوة قتل بعض ملوك اليونان ، فإنه كان قد تغلب عليهم ، كان يفترع من عذاريهم ويطوف ببيت المقدس على بغلة.
ما البورى؟ هو اسم مشق من الاقتراع والفأل ، وهو الرابع والعشرين من آذار يتلوه نيسن ، ويعرف أيضا بعيد المجلة ، أى مغلا ، وسببه أن هيمون وزير احشويرش أى أبرويز بن أنوشروان كان يكايدهم أيام كانوا ببابل فدبر عليهم واستأذن فى صلبهم فانقلب الأمر عليه فى هذا اليوم فصلب ، ولهذا يعملون تماثيل مصلوبة ويحرقونها ويفرحون بذلك ، ولليهود فى شهره صيام ونوافل وأسبابها أمور حدثت فحرّمته وأوجبت الامتناع عن الطعام.
وكذلك إذا حاضت المرأة عندهم يسكنونها وحدها وتعزل لها آنية تأكل فيها وتشرب منها ولا يقربها أحد حتى تخرج من طمثها ، أى حيضها ، فإذا خرجت منه غدت إلى الحمام فغسلت وامتشطت وتجىء بعد ذلك إلى بيت بئر تسمى طومى.
قال ابن المجاور : ولهم ببغداد بئر تسمى بئر طومى فى محلة خرابة بين خرزة ، وهو بئر مدرج ، وقد عرض فى وسط البئر عود على خرزة البئر ، وقد ضرب فى الخشبة سلسلة طويلة إلى أن يصل إلى آخر السلسلة ثم إلى قرار الماء ، فتخلع المرأة ما عليها من الأثواب وتلزم السلسلة ، ولا تزال تسقط فى الماء ، أى تغوص ، وتنبع إلى أن تقول لها امرأة من أعلى البئر : نظفت ، أى تطهرت ، فإذا سمعت المرأة ذلك علمت أنها طهرت من نجس الحيض ، فحينئذ تلبس جميع ثيابها وجميع اليهوديات يلقينها حين تطهر المرأة.