وقالت العامة : جبل قوارير عرفات ، والجنابذ الكعبة ، والبئر بئر زمزم ، وهذه التربة روضة محمد صلىاللهعليهوسلم.
ويقال : إن سيف الدولة أخذ من الجنابذ مالا عظيما ، والآن يسكن فيه قوم من الفقراء من ذرية الشيخ محمد بن أبى بكر بن أبى الباطل الصريفى.
وقد أدار حول الجنابذ بدر الدين محمود بن جماز الفلاح الموصلى حائطا مربعا ، وقد بنى جمال الدين أبو الحسين على بن محمد بن وهيب درجا يصعد فيها إلى فوق القباب بحماره ، فكان أهل زبيد يقولون إذا رأوه على ذلك : محمد قد كب البراق وصعد إلى أعلى عليين ، وكان آخرون يقولون : ركب عيسى حماره.
ويقال : لما بنيت بنيت مساجد ، وقيل : تربة بعض أهله ، وكتب داخل القباب بالذهب واللازود ونقش فى الجص نقشا يبقى ببقاء العالم على هذا الوضع.
قال ابن المجاور : وصلت إلى المسجد فى أواخر ذى الحجة سنة ست وعشرين وستمائة ، وشاهدت مقتل (١) الصليحى ، وكان قد بنى على أكمة كان بالقرب منها مسجد يسمى مسجد عرفات ، ولم يبق من المسجد إلا رسوم وأطلال ، وجميع تلك الأراضى التى هى حول المسجد ملك القاضى إبراهيم بن صالح الحاكم بالمهجم.
__________________
(١) اسم مكان من الفعل : «قتل» أى المكان الذى قتل فيه الصليحى.