ورباطا يذكر به بعد موته ، وما زال بينى إلى أن وصل المهجم ونزل بظاهرها بضيعة يقال لها : بئر أم الدهيم ، وبئر خيمة أم معبد.
قال سعيد الأحول بن نجاح : لما دخلنا إلى المخيم لم يشعر بنا إلا عبد الله بن محمد فركب وقال : يا مولاى اركب فهذا والله الأحول بن نجاح والعدد الذى جاء به كتاب أسعد بن شهاب البارحة من زبيد ، فقال الصليحى لأخيه عبد الله : إنى لا أموت إلا ببئر أم الدهيم وخيمة أم معبد ، ظانا أنها أم معبد التى نزل بها النبى صلىاللهعليهوسلم حين هاجر ومعه أبو بكر ، فقال رجل لعلى : قاتل عن نفسك ، فهذه والله بئر أم الدهيم بن عبس ، وهذا المسجد هو خيمة أم معبد بنت الحارث العبسى.
قال جياش : فأما الصليحى فأدركه رفق اليأس من الحياة فأراق الماء فى سراويله ولم يرم من مكانه حتى قطعنا رأسه بسيفه ، وكنت أول من طعنه ، وشركنى فيه عبد الملك بن نجاح بطعنة ، وأنا حززت رأسه بيدى ونصبته فى عود المظلة ، وفيه العثمانى يقول :
ما كان أقبح وجهه فى ظلها |
|
ما كان أحسن رأسه فى عودها |
ودخل سعيد إلى زبيد يوم السادس عشر من ذى القعدة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، وقتل سعيد الأحول فى وقعة حصن الشعرين سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، فلما زالت دولة بنى الصليحى والحبشة وملك مملكتهم على بن المهدى وتولى بعده بنو مهدى عبد الله ومعاذ وعبد النبى فبنوا لعلى ضريحا فكانوا يقولون لعساكرهم المهاجرين والأنصار : طوفوا حول تربة الشيخ على بن المهدى كما تطوفون بروضة النبى صلىاللهعليهوسلم.