لا أقلد عقله ، وأما أبو هريرة فكان يروي كل ما سمع من غير أن يتأمل في المعنى ومن غير أن يعرف الناسخ من المنسوخ».
وروى أبو يوسف قال : قلت لأبي حنيفة : الخبر يجيئني عن رسول الله يخالف قياسنا ، ما نصنع به؟ فقال : إذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به وتركنا الرأي ، فقلت : ما تقول في رواية أبي بكر وعمر؟ قال : ناهيك بهما. فقلت : وعليّ وعثمان؟ قال : كذلك. فلما رآني أعدّ الصحابة ـ قال : والصحابة كلهم عدول ما عدا رجالا. وعدّ منهم أبا هريرة وأنس بن مالك.
وعن إبراهيم النخعي قال :
كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة ، ورواية الأعمش عنه : ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة!
وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم : كانوا يرون في أحاديث رسول الله شيئا ، وما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة إلا ما كان من حديث صفة جنة أو نار ، أو حث على عمل صالح ، أو نهى عن شر جاء في القرآن (١).
وروى أبو شامة عن الأعمش قال :
كان إبراهيم صحيح الحديث ، فكنت إذا سمعت الحديث أتيته فعرضته عليه ، فأتيته يوما بأحاديث من حديث أبي صالح عن أبي هريرة فقال : دعني من أبي هريرة! إنهم كانوا يتركون كثيرا من حديثه.
وقال أبو جعفر الإسكافي :
وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضى الرواية ، ضربه عمر وقال : أكثرت من الحديث وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله (٢).
__________________
(١) البداية والنهاية ج ٨ / ١٠٩.
(٢) شرح النهج / ابن أبي الحديد ج ١ / ٣٦٠.