مخازي ارتكبها بنو أميّة ، وعليه كيف يصح حمل هذه الأحاديث وإطلاق الخليفة على عبد الملك الغادر الناهي عن الأمر بالمعروف؟ قال السيوطي في تاريخ الخلفاء : لو لم يكن من مساوي عبد الملك إلّا الحجّاج وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة يهينهم ويذلهم قتلا وضربا وشتما وحبسا وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين ما لا يخفى فضلا عن غيرهم وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلهم فلا رحمهالله ولا عفا عنه». وكيف يطلق الخليفة على الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق الشارب للخمر والمتهتك لحرمات الله تعالى وهو الذي أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه ، وهو الذي فتح المصحف فخرج (فاستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فألقاه ورماه بالسهام وقال :
تهددني بجبار عنيد |
|
فها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربك يوم حشر |
|
فقل يا رب مزّقني الوليد |
فما يلبث بعد ذلك إلّا يسيرا حتى قتل ، ونقل صاحب تاريخ الخميس «أن من كفرياته أنه دخل يوما فوجد ابنته جالسة مع دادتها (١) فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له الدادة هذا دين المجوس ، فأنشد قائلا :
من راقب الناس مات غما |
|
وفاز باللذة الجسور |
أهذا معنى عزة الإسلام وخليفة رسول الله؟!! فالصواب تسمية هؤلاء بالفراعنة لا الخلفاء ، وتشبيههم بالملاحدة والكفرة لا بحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل. والأعجب من ذلك كيف رضي القاضي عيّاض أن يجعل هؤلاء الجبابرة من خلفاء رسول الله الذين بشّر بهم وأخبر بأنهم يعملون بالهدى وإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها وفي نفس الوقت أخرج من الحديث الإمام الحسن المجتبى مع أنه خليفة بنص جده رسول الله حسبما أفادت الأخبار القطعية ، ثم أدخل يزيد بن معاوية وبني العاص الذين لعنهم رسول الله بمحكم النصوص من الفريقين.
__________________
(١) كلمة تركية مستعربة وهي : المربّية.