وتأويل : (كَلَّا) ، فهو (١) : نعم وبلى ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧)) فتأويل يطغى ، فهو العتا والطغاء ، وتأويل (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧)) ، فهو تكثّره بالجدة والغنى ، في كل ما رآه فيه من علم ومال ، وما يراه مستغنيا به أو مستطيلا به من كل حال.
وتأويل (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨)) ، فهو : إلى الله المعاد في قيامة الموتى ، ثم قال سبحانه لرسوله ، صلّى الله عليه وعلى آله : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢)) ، تثبيتا له عليهالسلام وتعريفا ، وتبيينا أيضا لمن كفر به وتوقيفا ، على ما يعرفون ولا ينكرون ، وما هم به جميعا كلهم مقرّون ، من أنه ليس لأحد أن ينهى عبدا من عباد الله عن الصلاة ، والأمر بالتقوى لله.
فتأويل (أَرَأَيْتَ) فهو : أرأيت أنت ومن معك ممن يرى كما ترون وكلهم جميعا يرى ، أن كل من صلى من خلق الله وأمر بما يحب الله ويرضى ، مبتغيا بذلك رضوان الله ، وطالبا بذلك لما عند الله ، مصيبا لذلك في رشده وهداه ، قد أصاب بذلك من الله طاعته ورضاه ، أليس من نهاه عندهم عن ذلك وآذاه ، فقد استوجب لعنة الله وإخزاءه؟ وكذلك كل عبد الله أمر بالتقوى والإجلال لله ، كما كان يصلي محمد صلىاللهعليهوآله لله ولمرضاته ، ويأمر باتقاء الله جلّ ثناؤه ومخافته ، وكل ما كان فيه من ذلك كله عندهم فحميد ، ومن يعمل لله بذلك فيهم فرشيد.
ثم قال سبحانه لرسوله ، صلّى الله عليه وعلى آله : (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣)) ، تأويل ما يقرأ من ذلك ويتلى. أفرأيت من كذب به بعد إقراره بما يصف ، وتولى في ذلك عما يعرف ، من أنه ليس له أن ينهى عبدا عن أن يصلي لله ، ولكن أن يأمر بما هو الهدى عنده من تقوى الله.
(أَلَمْ يَعْلَمْ) ، من فعل ذلك (بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤)) ، فيخاف أن يؤاخذه الله بفعله ويجزى.
__________________
(١) في (أ) : فهي.