والشريطة فيمن لم يشبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باسمه في غير وقت دولتهم ، من كان من العترة ، فيه العلم ، والجهاد ، والعدل ، وأداء الأمانات ، فإذا كملت هذه الشريطة في رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه ، وهي أكمل الدرجات في كتاب الله ، في رجل من أهل بيت الطهارة والصفوة ، وجب على أهل بيته وعلى أهل الإسلام اتباعه وتقدمته ، ومعاونته على البر والتقوى.
فإن زعم زاعم أنه لا يصلح أن يكون الإمام إلا واحد ، فإن النبوة أعظم قدرا عند الله من الإمام ، قال الله تعالى : (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) [يس : ١٤] ، وقال لموسى وهارون : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ) [طه : ٤٣] ، وكان إبراهيم وإسماعيل ولوط في زمن واحد يدعون إلى الله ، فإذا استقام أن يكون الداعي إلى الله من الرسل في زمن واحد اثنين (١) وثلاثة ، فذلك فيما دون النبوة أجوز.
تم ذلك والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد المختار ، وآله الأطهار ، المنتجبين الأبرار ، المصطفين الأخيار ، الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
* * *
__________________
ـ وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحا ، فقال له رجل : ما صحاحا؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله ، حتى يأمر مناديا فينادي فيقول : من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فيقول : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا ، فيقول : أحث ......
(١) في المخطوط : اثنان.