ويقول الحكيم عبد الرزاق اللاهيجي ما هذا تعريبه : إنّ المفاهيم الكلية ذات مصاديق مختلفة عبر الزمان ، فهذا لفظ القلم كان يطلق على القلم المنحوت من القصب ، ولكن تلك الخصوصية لم تؤخذ في ماهيته ولذلك يطلق على ما إذا كان من حديد وغيره.
ونظيره الميزان فانّ منه ما يوزن به المتاع ومنه ما يوزن به الوقت ومنه ما يوزن به الأشكال الهندسية كالفرجال والمسطرة والقوس ، ومنه ما يوزن به الأشعار كعلم العروض ومنه ما يوزن به خطأ الإدراكات وصحتها كالمنطق ، وعلى هذا فلا مانع من أن يكون نفس الأنبياء موازين الأعمال ، فكل عمل يشبه أعمالهم فهو حقّ وكلّ عمل يخالف أعمالهم فهو باطل.
فكلّ عمل عند المقايسة إلىٰ أعمالهم يعلم كونه صالحاً أو طالحاً ، صحيحاً أم فاسداً. (١)
ويؤيده الحديث التالي :
عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزّوجلّ : ( وَنَضَعُ المَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ) قال : « هم الأنبياء والأوصياء ». (٢)
__________________
١. گوهر مراد : ٤٧٨.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٢٤٩ ، باب الميزان ، الحديث ٦.